السبت، 21 سبتمبر 2013

بدرو بارامو

My rating: 4 of 5 stars

بَعْضُ الزّهوِ الشَّخْصِىّ: أول صلة بينى وبين الواقعية السحرية كانت كتابة مش قراية !
لأنى صعب أضيع وقت السكاشن أو المحاضرات من غير ما ارسم أو اكتب عبثاً أو أتصفح النت، فلاقيت نفسى عمال اكتب فى قصة ف سكشن ممل، عجبتنى الحكاية اللى ألفتها، ولما خلصتها بعتها لمجلة أخبار الأدب، عجبتهم ونشروها بعدها بأسبوع، ولما قرأها البعض قالولى انها بتفكرهم بماركيز والواقعية السحرية، ومكنتش عارف يعنى إيه واقعية سحرية، لكن اتضح بعد ما أعدت قراءتها إنها كانت حاجة زى كدا، ومن يومها وانا نفسى أقرا واقعية سحرية من الأدب اللاتينى :)
واهو جه اليوم اللى قريت فيه أول الأعمال فى الواقعية السحرية، على الرغم إنى كنت مرتبها مع ماركيز، لكن قصور الثقافة عملتهالى مفاجأة :D

*ندخل فى الريفيو*

-دائما النجوم الأربعة تعبر عن الشك والتيه، وارتباك فى التقييم
-أعرف هذا الشعور الذى أصاب ماركيز ليلة قرأ هذه الرواية مرتين، هذا الشعور اسمه "مش فاهم. مش عارف. الرواية جميلة ومليانة سحر (آند تاتش ماى سول) لكن فيه حاجة، هى لازم تتقرى مرة تانية عشان افهمها كويس"

الرواية دى اتكتبت مش للناس اللى واخدة القراية هواية عابرة، أو للناس اللى عايزة (تبلبع) أى أحداث سهلة شيقة، لكن اتعملت لهؤلاء اللى القراية عندهم مهنة، أو قل: صنعة. لأنها فعلا محتاجة مجهود، ومحتاجة رغبة للواقعية السحرية.

لكن خلينى اقول إننا فى عصر أصبح فيه عامل السهولة ليس له أى اعتبار مباشر فى أى نص، ودا هتلاقيه واضح جدا فى نصوص الشعر الحر، اللى بتبقا مليانة غموض معجون فى سحر، ومع ذلك بتعجبنا النصوص دى وبتبهرنا ونديها تقييم عالى، ليييه؟ لأن ببساطة، السحر لو اتفهم ميبقاش سحر، وسر السحر مش موجود غير مع الساحر.. لكن مع كل نص من النصوص دى (الواقعية السحرية اقصد) هتلاقى فيه شعور رائع بتحسه، فيض من الأشياء الغير مفهومة، خدها منى؛ الفهم مش هو الشعور.. مفيش أى صلة بينهم!

ومع ذلك، فرواية زى دى (لازم تتقرى مرة كمان) وأعتقد إن خوان رولفو كتبها وحط فيها تعويذة إنها متتفهمش من أول مرة!

- ومع القراءة التانية أنصح بكتابة أسماء كل الشخصيات فى ورقة خارجية مع تعريف بسيط لها، لأن أكبر مشكلة فى الرواية دى كثرة وتشابك الشخصيات.

- كمان من الحاجات اللى عجبتنى فيها إن رولفو أعطى طابع مختلف للموت، مسحة رومانسية ممكن، مش عارف ليه الموت مظلوم معانا، بس (رغم سوداوية الوصف) إلا إنها سوداوية بطعم رومانسى. المجد للموت:D

-دايما فى النوع دا من الروايات (الغير واقعية) بلاقى متعتى فى الحوارات، يعنى ممكن اجرى فى النص لحد ماوصل لحوار واقعد (أتململ) فيه، لحد ماأتشرب السحر اللى جواه.
ــــــــــــــــــــــ
Rulfo says:
"أحبها لأجلك لكننى أكرهها لكل شيء آخر، حتى لولادتى فيها"

"ثمة هواء وشمس، ثمة سحاب. هناك فى الأعلى سماء زرقاء وخلفها ربما أغنيات، ربما أصوات أفضل.. باختصار ثمة أمل. ثمة أمل من أجلنا، لمواجهة حزننا."

"دعك من الخوف الآن. لا أحد يستطيع أن يخيفك. فكر فى أشياء لطيفة لأننا سوف نُدفن لفترة طويلة."

"لا أعرف يا خوان برثيادو. فمنذ سنوات كثيرة لم أرفع وجهى، لقد نسيت السماء. ولو أننى فعلت هذا، فماذا سأكسب؟ فالسماء مرتفعة جداً، ونظرى ضعيف، لقد كنت أعيش مسرورة بمعرفة أين تكون الأرض. فضلاً عن ذلك، فقد فقدت كل اهتمامى منذ أن أكد لى الأب رينتيريا أننى لن أعرف الجنة أبداً. ولا حتى سأراها من بعيد.."

And I say:
"بوركت يا رولفو. رسالتك وصلت بصدق"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

الأحجار الطائرة

للوصول للمدينة الجديدة التي أزورها لأول مرة، حلّت خطاي المحطة التي تبعد عن منزلي ثلاثة أحياء صغيرة وأرضًا صحراوية ناجيةً من آثار التمدن حوله...