السبت، 21 سبتمبر 2013

رأيت حواء، أو مرثية الفردوس

موسيقى الخلفية (عزف الجوقة)



رَأَيْتُ حَوّاء



حواء..

أنا أبيكِ وأنتِ ضلعى المأخوذُ من جنبى
أنا ربُّكِ
وإلهُنا روحٌ تسرى بين شفتىّ وشفتيكِ
أنتِ فتاة الكونِ الأولى
والجمال المقدس الأعلى
يا من سعى جمالك فى مجرى الحياة البدء
إلى الحياة السرمدية اللامنتهى
يا عنفوان النّهدِ المجلجِل
للحب الأرعن داخل عشقى المجوسىّ
يا سماء ظللت بآهاتها سكرات الموت
المأخوذ من قوتى الثكلى
طريق العشق الثائر يبدأ من جيدِك
لينتهى عند أصابع قدميك الوردية
مروراً بأحلى منابع الشهد فيكِ
عيناكِ النائمتان بأحلى جفنين مزركِشين
هما اليقظة داخل سراديبى المخبأة تحت خجلى
وأنت سِرُّ الخجل



جئت أذكّرك بأيام العهد الضائع

بزهرة الفردوس حين أحيتها قطفتك
بفراشات حملت لون شعرك وعينيكِ 
ولون طرقاتك المباحة
إلى السكون الخالد فى جنتك
ولون السر الأعظم على شفتيكِ
جئتُ أحمل كلَّ أحزانِ البشر
على فردوسنا الذى فُقِد
على نهرٍ خبأ مداعبات مَلَكَين
لم يعرفا معنىً للخطيئة
ورشفا الشهد من كل الطرق
جئت أذكّرك بظبية التفت حول قدّك
تطلب الدلل
وليث يأكل الأخضر
خلف زهور الأوركيد
يشعر بالملل
لا يطلب سوى أنثاه
خلف مروجِ الفردوس الممتدة إلى عين الرب
جئت أذكّرك بعناقٍ حار بعد سُقى الورد
وبزفرةٍ خرجت من بين شفتيكِ إلى صدرى المتّقد
جئت أمسح عن عينينا معنى الخطيئة
فردوسنا بلا معانٍ للخطيئة
حواء.. أنت ضلعى المُفتَقَد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

الأحجار الطائرة

للوصول للمدينة الجديدة التي أزورها لأول مرة، حلّت خطاي المحطة التي تبعد عن منزلي ثلاثة أحياء صغيرة وأرضًا صحراوية ناجيةً من آثار التمدن حوله...