السبت، 27 أكتوبر 2012

قصة مع كتاب



مررت فى تلك الليلة على منفذ هيئة الكتاب, وأخذت أسير وعينى تقودنى إلى جديد الكتب بين الأرفف وجنبات المنفذ. لا جديد كله قد رأيته بالأمس.. وأثناء رحيلى مررت بعمود من الكتب لم أكن رأيته من قبل توقفت والتقطت كتاب فكان "حضارة العرب" لجوستاف لوبون.. حينها انفصلت عن العالم وتعرقت أناملى وأنا أقلب هذا الكتاب وعيناى ملتصقة بالصفحات .. فإن مثل هذه الكتب الجيدة تخدر حواسى لتبقى على العينين فقط.. قد يطرق أحدهم باب عالمى فأصحو مستيقظا كأنى فى حلم.. نعم هو جنون.. 
ولما تأكد لدى أننى ممسك بكتاب ثمين.. بتاريخ العرب والمسلمين بشهادة أصدق المستشرقين وأعدلهم.. لم يكن حائلا سوى دفع قيمة الكتاب لاصطحابه معى.. نظرت إلى الغلاف الخلفى.. فكان سعره عاليا .. ونحن فى نهاية الأسبوع والمفترض أنى سأعود إلى بلدتى بعد غد.. كان واضحا أن الإقبال على الكتاب ملحوظا... وليس بمستبعد أن ينفذ! أصابتنى تلك الفكرة بالإحباط الشديد.. وماهو أقسى من ذلك أن ترتبط بهذا الكتاب للحظات قليلة وتنفصل به عن العالم, لدرجة أنه صار جزء من تفكيرى.. شعرت أنه ملكى وقد سُلب منى !
لكن لا مفر من الرحيل . رحلت وصورته وبعض الكلمات التى التقطتها ملتصقة بعقلى.. أصبت فى تلك الليلة بإحباط شديد, حتى جاء الصباح, وكنت فى الجامعة , ولا زالت أفكر فيه وفى طريقة لشراءه... 
كان وقت الرِست. حينما هاتفنى أحدهم:
- محمد معايا ؟
- أيوه . مين حضرتك ؟
- أنا أستاذ أحمد من شئون الطلبة ؟ ممكن تيجى عندنا فى الشئون لاستلام الجايزة.. قصة حضرتك فازت بالمركز الثانى على الجامعة !!

أول ماخطر على بالى حينها هو الكتاب , وبعد نصف ساعة تقريبا كنت قد اشتريت الكتاب... :))

العجيب أننى لم أقرأه حتى الآن وبعد ستة أشهر من شراءه :) .. فإن وقته لم يحن بعد!

الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

أصداء من عالم الوحدة: الثعابين الثلاثة

(3)

سمعت صوت "تك..تك..تك.." عرفت أنه صوت عقارب ساعة, لم أكن أعرف أن هناك ساعة فى الحجرة, تلفت حولى فوجدتها ملقية على الأرض بجوار الحائط, كانت عفرة قديمة لكنها تعمل بشكل جيد, كانت العاشرة والنصف وخمس دقائق. شعرت براحة غريبة لما عرفت الوقت ومع ذلك لم أكن أعرف إن كانت صباحا أو مساءا, فكرت أنه يجب أن أوقظ الرجل لسبب ما:
- يا رجل .. استيقظ إنها العاشرة والنصف وخمس دقائق
لم يسمعنى وكان يغط, فناديت مرة أخرى:
-  قم يارجل لقد تأخرنا.
تمغط وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة, ثم قال:
- ماذا؟ كم الوقت يعنى؟
- العاشرة والنصف وخمس دقائق
- وعلى ماذا تأخرنا ؟!
-  لا أعرف!
فصاح فىّ غاضبا:
-  يا رجل نحن عاطلون, لاعمل لدينا وهذه إجازة للنوم العميق لى ولأحلامك الغريبة. هلا تركتنا نعمل !
-  لقد مللت الأحلام
-  ابحث عن عمل آخر !
لم أكن أعرف عمل آخر , ولست متأكدا إن كان لى عمل سابقا أم لا ! لم أقتنع بأن الأحلام هى عملى, فكرت أن أقنعه بذلك لكنى فضلت الصمت, فنام و غط مرة أخرى .
أسندت ظهرى إلى الفراش وأخذت أتأمل نفسى, نظرت إلى قدمى؛ كانت أظافرى طويلة متسخة, أخذت أحركها وأنا أمشط لحيتى الطويلة, فكنت أشعر بالراحة . سمعت دقات قلبى بوضوح كأنه يهمس فى أذنى فانزعجت لذلك وفكرت أن دقات قلبى وتكات الساعة تتآمران علىّ, حاولت أن أقوم وأكسر الساعة ثم أعود لأنام, لكنى لا زلت أعجز عن النهوض.
سمعت دقة عالية طغت على صوت الساعة, أقنعت نفسى أنها هلوسة أو سوس ينخر فى الخشب وبعد قليل سمعت نفس الدقة, عرفت أن أحدهم يطرق الباب, صحت:
-  يارجل.. يارجل, أحدهم يطرق الباب
تمغط ثم صاح:
- ماذا؟ .. حقا!
ثم هرع نحو الباب وتوقف أمامه, وأخذ يتحدث إلى الطارق:
-  نعم أيها الطيبون, نحن هنا منذ زمن بعيد, نريد أن نخرج, ألا ترون ذلك ؟!
رد الطارق:
- هل هنا السيدة صاحبة الثعابين الثلاثة ؟
-  لا, لايوجد سيدات هنا, أنا هنا مع الرجل الطيب, إنه عاجز لا يستطيع النهوض لكن أصابع قدميه تتحرك بشكل رائع, فقط نريد أن نخرج ونأكل .
- إن جاءت السيدة صاحبة الثعابين الثلاثة, فأخبروها بأن الثعابين لدينا .
- سنخبرها أيها النبيل, افتح الباب حتى تجيء عندنا ونخبرها.
صمت الطارق وبدا أنه رحل, فصاح الرجل من أمام الباب:
- يارجل لا ترحل .. لا ترحل أرجوك.
ثم سقط على الأرض وهو يبكى بكاءا مكظوما, طفرت عيناه بالدموع, قلت وقد انفطر قلبى لحاله:
- ستبكينى يارجل
لم أتمالك نفسى فأجهشت بالبكاء حتى اخضلت لحيتى بالدموع. قلت له بصوت متحشرج غصّ بالدمع:
- عد أيها الرجل, ونم كما تشاء, وأنا أيضا سأظل أحلم دائما.
قام وهو يمسح دموعه عائدا إلى السرير ولما استلقى سقطت حشية السرير التى كانت تحملها ثلاثة ألواح خشبية فقط, أردت الاطمئنان عليه:
- هل أنت بخير يارجل.
لم يرد على, فقلت:
- نم بكل خير أيها الطيب.
لم أجد شيء أفعله ففكرت, فوجدت نفسى أبكى. وضعت رأسى على الوسادة ثم نمت..
كنت نائما لما أحسست بشيء ما يلتف حول قدمى ولما كشفت عن ساقى الغطاء رأيت ثعبانا أبيض ينظر إلىّ بنوع من الاستجداء زحف أمامى كأنه يدعونى أن أتبعه..
سرت خلفه وأنا مفتون ببياضه الناصع كالثلج لم أرَ لجماله مخلوق من قبل, توقف تحت شجرة تفاح وارفة عتيقة, نظر إلىّ بعينيه الزرقاويتين ورحل حتى اختفى. فهمت أن على البقاء هنا.
راقت لى ثمار التفاح المتدلية من أغصان الشجرة , كانت تحمل كل ألوان التفاح؛ الأحمر والأخضر والأصفر.. أخذت آكل منها بنهم, لم أكن لأشبع منها, لولا أن تراءى لى فى الأفق البعيد تحت السحاب الأبيض امرأة عارية بضة غيداء شعرها شلال أسود يغطى نهديها العفيين مطهمة الجمال لم أرَ له مثيل اندفعت نحوها بهيام عاشق مجنون, كلما ظننت أنى أقترب منها ابتعدت هى بأميال كأنها سراب حتى خارت قواى فسقطت على الأرض ولم أعد أراها فتحاملت على النهوض لأبحث عنها. كنت أجر ساقى المنهكة ولا أفكر فى شيء سواها حتى وصلت نهاية الأفق..
فناديت بأعلى صوتى:
-  أيتها الفاتنة... أرينى وجهك ثم افعلى بى ما تشاءين.
سمعت صوتا عذبا كخرير الماء :
- اقتلك ؟!
- ولماذا تقتلينى وأنا أعشقك ؟!
- هو العشق.. يقتل
- اقتلينى إذا.. فقد عشقت
-  لن ترانى حتى تجد ثعبانين
- وأين أجدهما ؟!
رحل صوتها, وتركت لى حيرة لاقبل لى بها, كنت عاجزا؛ كيف لى بثعبانين فى هذا الفراغ الشاسع الذى لا زمان له ولا مكان, عدت إلى شجرة التفاح وحيرتى تزداد حتى كدت أنسى أنى أبحث عن موتى لا عن ثعبانين !
قطفت ثمرة تفاح أحمر ولما قربتها من فمى اعتصرت فى قبضتى دما ثم سقطت أغصان الشجرة وتحولت إلى ثعابين زحفت مبتعدة عن الشجرة فملأت المكان حولى, أصابتنى الدهشة للوهلة الأولى لكنى لم أدعها تتملكنى دون أن آخذ ثعبانين. أمسكت اثنين وسرت بهما إلى نهاية الأفق, ولما انتهيت ناديت:
- يافاتنة السحاب, قد أتيتك بالثعبانين.. أرينى وجهك, ثم اقتلينى!
علا فحيح الثعابين وهى تتلوى بين يدى, صرخت وأنا أرفع يدى نحو السماء والثعبانين مرفوعة الهامة تلتقط رائحة الهواء بلسانيهما.. صرخت وذراعى يقطر دما بعدما غرس فيه الثعبان نابه ليروى دمى سما, لم أدرك وأنا أسقط وجفونى تنسدل على الأفق أن العشق مر, جثوت على ركبتى وأنا أرفع يدى نحو السحاب الذى كان يظللها, بدا لى كأنه كان حلما. حينها سقطت من يدى الثعابين وفاحا بصوت أشبه بصوت دفوف الانتصار, وحملا حشاشتى على لسانيهما الورديين . ولما سقطت كنت قد وفيت بوعدى. فاسترحت !
***
الصدى الأول:

الاثنين، 15 أكتوبر 2012

أصداء من عالم الوحدة: نصف حُلْم

(2)


  أيتها الذكريات الأليمات ألا تتساقطين من ذهنى, أما كفاكِ عشر سنوات من النوم.
 أفقت على غطيط الرجل الذى ظل نائما طوال هذه الفترة مثلى.
أسندت ظهرى إلى الفراش وأنا أنظر إلى حجرتى كأنى أراها لأول مرة, أتأمل العناكب التى تسير بطمأنية فى حركة تثير الرتابة والملل, والحواف الصدئة , التى كانت تزين فى يوم ما لا أعرفه, نافذة تبسط جدران الغرفة لموكب الشمس أو تحتضن القمر فى الليالى الحالمة أو تصافح نسمات أرسلتها جود الطبيعة . لكنها الآن صارت مبعثا للكآبة والوحدة فما أصعب أن يذكرك شيئا ما بعهد جميل لكنها فى الحقيقة شاخت وهرمت وصارت عبئا على ذاكرتنا. رأيت ذلك على الضوء الباهت للمصباح المعلق على الحائط.. ولما سعلت انتفض من جسدى تراب واستيقظ الرجل:
                              
-  يارجل, ألم أقل لك نم كثيرا !
-  لقد نمت عشر سنوات !
-  حقا! وهل نمت أنا أيضا عشر سنوات ؟!
-  نعم
تنهد الرجل:
-  أتعلم, النوم نعمة !
-  لو كان موتا لكان أفضل.
-  كلاهما عندى سيان. (ثم قال بعد صمت).. هل حقا قتلت سمكتين؟ أم أنه كان حلما ؟!
-  نعم قتلت !
تنهدت حزنا لما تذكرت أنى قتلت السمكتين. قلت للرجل:
-  أشعر بالجوع.
-  وأنا كذلك, سأقوم أبحث عن طعام.

لما قام الرجل سقط لوح خشبى من سريره السفلى, ومضى يبحث عن طعام فى الغرفة فلم يجد, وهم بالخروج لكن الباب كان موصدا ولم يستطع فتحه, ثم التفت إلىّ:
-  ها يارجل, أمازلت جائعا ؟!.. الأبواب موصدة, يبدو أنهم مازالوا يكرهونا.. ألا يموتون !
-  تعلم أيها الرجل الطيب أنى لا أستطيع النهوض, ولو كنت, لما تأخرت عن مساعدتك.
-  لا بأس عليك.. الأبواب موصدة بالأقفال, ولن نستطيع فتحها.
-  وما العمل ؟
صمت الرجل هنيهة يفكر ثم قال:
-  أطرُق الباب لعلهم يستجيبون
ثم دق بكلتا قبضتيه على الباب وهو يزعق:
-  أطعمونا, نحن جوعى.. أطعمونا..
مرت خمس دقائق أو أكثر وهو كذلك. لم يستجب أحد, ثم عاد إلى السرير مغموما وهو يتمتم:
-  قتلتكم بطونكم أيها الجوعى.
ارتمى على السرير وسقط لوح خشبى آخر:
-  هيه .. لست جائعا على كل حال !
ثم فجأة قفز من على السرير يهرع نحو الباب يحاول فتحه وهو يصيح:
-  نعم, نحن هنا, نحن جوعى.. أطعمونا!
وظل يطرق, لكن لم يرد عليه أحد.
قلت:
-  علام تطرق يارجل, لا أحد بالخارج ؟!
-  لقد طرق أحدهم الباب !
-  عد أيها الطيب... إنها هلوسات الجوع !
عاد مغموما, واستلقى على السرير, وسقط لوح خشبى آخر. قال لى:
-  أتعلم يارجل, كانت لى ابنتان تشبهان أمهما, كانتا جميلتين حقا, لا أعرف كم عمرهما الآن, كانتا تحبانى كثيرا, وأنا كذلك... لا أعرف هل ستتذكرانى الآن أم لا !

-  من يحب لا ينسى.. أنا أيضا أذكر أنه كانت لى عائلة, لا أذكر عددهم, ولا أعرف إن كانوا يحبوننى أم لا. لكنى أعرف أنهم وضعونى هنا !
-  لكنى لست جائعا !
-  ماذا ؟!
-  أقول أنى لست جائعا !
فقلت غاضبا:
-  لا أحدثك عن الجوع, أنا أتحدث عن عائلتى !
-  اعذرنى لم أنتبه لحديثك !
-  لا بأس عليك...
صمتنا قليلا نفكر كلانا فى حالنا, ثم قال:
-  هل ننام ؟!
-  أترى ذلك ؟
-  إنْ حدث شيء جديد سيوقظونا بالتأكيد.
-  حسنا.
ثم غط فى النوم سريعا كعادته, ثم فكرت أن أنام وأحلم بشيء ما يسلينى, لكنى لا أملك اختيار أحلامى, وخفت أن أحلم بأنى قاتل. حاولت أن أتذكر ابنتيه الجميلتين اللتين تحبانه, قد يكون حلمى جميل مثلهما, وهكذا نمت ...
  
كنت نائما لما أيقظتنى, كان أول ما رأيت ابتسامة رقيقة تغمرها آشعة الشمس التى تسللت من النافذة المجاورة لفراشى. ابتسمْت لها, وقلت:
-  صباح الخير حبيبتى.
-  صباح الخير يا أحلى أب, لقد نمت كثيرا.
-  حقا! يبدو أنى كنت متعبا.
-  حين تنهض وتغتسل, سيكون الإفطار جاهزا.
تركت لى ابتسامتها وخرجت من الغرفة.
كان إحساسا رائعا يغمرنى لم أشعر به من قبل, لم أرد النهوض, فضلت أن أظل فى هذا الشعور.
دخلت حاملة صينية طعام, وقالت بنبرة لوم رقيقة:
-  أبى, لم تنهض بعد !
لم أنتبه لكلماتها, كنت أتأملها وهى أمامى كأنى أخشى أن أفقدها, تأملت ملامحها؛ كان وجهها الرقيق يبعث فى قلبى رقة لا أعهدها, عيناها البنيتان تذوب فى روحى لتصب فى قلبى الحنين الأبوى الصافى, خديها المتوردان يجعلنى اسمع دقات قلبى, حنينها يشعرنى أنها أمى لا ابنتى:
-  أحبك حبيبتى.
ابتسمَت برقة, وقالت:
-  أحبك كذلك أبى, لكن لا يمكنك تناول الإفطار وأنت لم تغتسل بعد.
-  تعالى ابنتى اجلسى بجوارى.
وضعت الصينية الفضية على الطاولة, ثم جلست بجوارى. مسدت شعرها الأسود الناعم وأنا أتأمل عينيها البنيتين:
-  تشبهين أمك كثيرا.
-  يقولون أن وجهى يشبه وجه أمى, وروحى تشبه روحك.
ثم تورد خداها, وسمعت دقات قلبى:
-  نعم, هم لم يخطئوا فى هذا.
-  هناك هواء شديد يأتى من النافذة, سأغلقها.
قامت إلى النافذة ونسمات هواء تداعب شعرها الناعم وتهزه برفق, ولما همّت بإغلاق النافذة ازدادت حدة الريح الذى هب على الغرفة وثار شعرها, ولم تتمكن من إغلاق النافذة, استعملت كلتا يديها بقوة لتصد النافذة لكن الشبح الجولانى كان يترصد لها, ثم اقتحم تراب كثيف الغرفة حتى اكفهرت تماما ولم أتمكن من رؤيتها. صحت:
-  ابنتى.. ابنتى...
-  يارجل, أستظل دائما توقظنى بأحلامك.
سعلت بشدة من تراب الحلم, الذى رأيته عندما استيقظت يخرج من السرير والغطاء:
-  كان حلما جميلا, لكنه انتهى بكابوس !
-  على الأقل لم يكن كله كابوسا !
-  كيف ؟
-  حلمت بأن لى عائلة تكرهنى. كرهونى منذ أن رأيتهم حتى وضعونى هنا !
ضحكت بمرارة, ثم أخرج رأسه من تحت سريرى ملتفتا لأعلى نحوى:
-  نم يارجل ولا تعكر كوابيسى مرة أخرى..
ثم غط فى النوم, وأخذت أفكر فى نصف الحلم الجميل, حتى سمعت:
-  أنا لست جائعا !
*** 

الجمعة، 12 أكتوبر 2012

جريمة شرف

كان وجهه الأسمر الذى ازداد سمرة يتصفد عرقا وهو يصرخ نحوهم : أنا أشرف منكم جميعا !
حاول زميله تهدئته وهو يربت على كتفه يمنعه من الخروج , لكنه أبى بعد أن ارتدى جلبابه الأزرق.
وبعد أن أنهى جلسة الدفاع عن نفسه وإثبات نسبه إلى الشرف خرج غاضبا, حينها جاء زميل آخر يحاول منعه يتبعه رئيس العمال الذى قال: ها.. غضب, اتركوه..
ثم سمعت أحدهم يقول: عد الصابون تانى كده ياحسن !

الأحجار الطائرة

للوصول للمدينة الجديدة التي أزورها لأول مرة، حلّت خطاي المحطة التي تبعد عن منزلي ثلاثة أحياء صغيرة وأرضًا صحراوية ناجيةً من آثار التمدن حوله...