السبت، 14 نوفمبر 2015

في انتظار جودو

My rating: 5 of 5 stars

رغم كل هذا العبث، إلا أن هناك مغزى.

الانتظار- مثله مثل الرجاء- ملعون. فكلاهما يستعبدان، كلاهما يلغيان وجود اللحظة الآنية- الشيء الوحيد الحقيقي في وجودنا. المسرحية كلها عبثية؛ الشخصيات- الحوار- الزمان والمكان، كان الانتظار هو الحقيقة الوحيدة في وجودهما، كان ذلك قاسيًا، أن يكون وجودهما مبنيًّا فقط على انتظار آخر، هما ملغيّان تمامًا. أعتقد أني لو أتيح لي اختيار قوة ما، لما ترددت في اختيار قوة إلغاء الرجاء والانتظار واستحضار الماضي، كلها أفعال منهِكة لاغية للوجود. لكن رغم ذلك أعتقد أنه أصبح لديّ مؤخرًا شيء من هذه القوى، في لفظ أي شيء أو علاقة ما تتوهم فيّ رغبة الانتظار أو الرجاء. لا أترك لهذه العلاقة مساحة تتوهم فيّ هذا الضعف، أبصقها تماما كما بصقة استراجون هنا. في الانتظار لا يفلت أي فعل أو شعور يتم في أثناءه من وطأته الثقيلة، حتى استراجون وفلاديمير حين يشعران فجأة بالسعادة، كان هناك شيء خفيّ يمنع مصداقية هذه السعادة، شيء طاغي ساخر من وجودها، لأن وجود الانتظار ينكأ أي وجود غيره. فعلى أي شيء أن ينتظر معنا، فنحن- ذواتنا إن شئنا الدقة- لا ننتظر وحدنا؛ سعادتنا، آمالنا، طموحاتنا، كل شيء يتعلق بوجودنا لن ينطلق إلى رحابة الحياة الحقيقية حتى نخلّص أنفسنا منه، نحن من نقرر لا غيرنا.. بانتهاء انتظارنا.

طيلة قراءتي للمسرحية كنت أستشعر هذه الغلالة الكئيبة ذي السطوة طالما أن هناك انتظار لا ينتهي.. حالة شبيهة بأن تكون مجبورًا أن تسمع الصوت الساذج لتنقيط الصنبور في صمت الليل، فيعجزك أن تفكّر في أشياء أكثر أهمية.

كل عناصر المسرحية اشتركت في بث هذا الشعور القاسي بالانتظار، الجاثم على النفس بلا رحمة؛

- بدءًا من المكان البسيط الذي يصعب أن يكون محل إقامة، إنما هو عراء ليس فيه سوى شجرة وطريق، أقسى ما يستطيعه أن يستضيف انتظارًا عابرًا، لا بهذه الأبدية، لكنهما اتخذاه محلًا مستديما في انتظار جودو.

- تتابع الزمن والعجز عن تحديده هل هو شروق أو غروب، كان له أثر يشبه أثر عبثية المكان.

- اختيار بيكيت شخصية الصبي بالذات لتوصيل رسالة السيد جودو لهما بتأجيل الموعد، أضفت على الموقف نوعًا من البراءة والمصداقية، والطفل كان مرتبكًا خائفًا صادقًا، ليس متبجحًا مثلًا، كان مُسالمًا ، فوضعهم ذلك أمام موقف جبري آخر لمزيد من الانتظار، فالرسالة تحمل صدقًا وأملًا في الحضور، يحتاج رفضها إلى قوة إرادة وقدرة على اتخاذ قرار، لا يملكانهما.

- حضور بوزو ولاكي يضع استراجون وفلاديمير- موضع مقارنة مع مصير لاكي، ذلك المستعبَد من قبل سيده، لا يملك مصيره ولا يملك رفضًا لأوامر سيده الإذلالية الغير إنسانية. ربما وضع المقارنة هذه بين وضع استراجون وفلاديمير من ناحية ولاكي من ناحية أخرى، جعلت مصائرهم متشابهة إلى الحد الذي يجعل استراجون يسأل بوزو إن كان هو جودو! هذا التشابه ذكرني بلقاء توماس- في رواية "كائن لا تحتمل خفته"- بابنه بعد غياب طويل واكتشاف التشابهات بينهما، الأمر الذي جعله يرتعب من فكرة أن يرى نفسه أمامه. هذا النوع من المقارنات يجعلنا نعيد الكثير من الحسابات بشأن حياتنا وطريقتنا، رغم ذلك فإن فلاديمير واستراجون يستمتعان بإذلال لاكي بعد استئذان بوزو، فكانت تلك طريقتهما (صورتهما في مرآة لاكي) في التعامل مع مصيريهما، بإذلال نفسيهما بمزيد من الانتظار.

- عدم خوضهم في سبب تأخر جودو وإخلافه لمواعيده، أو اتهامه أو على الأقل لومه أضفى على انتظارهم شيء من الجبرية، والعجز عن تحديد المصير- الشيء الأكثر قسوة وكآبة في المسرحية.

عند بيكيت الانتظار غاية.. فقط لو يأتي جودو، لكن ليس من الضروري أن نسأل ماذا بعد!

الثلاثاء، 10 نوفمبر 2015

نصّان يضحكان من الموت


(1) الجنازة



المشهد الأول: الميت من داخل النعش، المسرح مظلم تدل جدرانه على جوانب النعش الداخلية.

شخص مغلّف بإحكام في كفن أبيض، يتقلب يمنة ويسرة، يشعر بعدم ارتياح، متأوهًا:
- حوَش.. رعاااع، مكتّفني في ملاية معفنة، هو انا هطفش يا أغبيا. اوفففف.
يهتز الكفن بعد أن اصطدم أحد الحاملين بحجر، يصيح:
- حاسب يا بغل.
يشعر بشيء ما يتعثّر في يده، يستخرجه من داخل الكفن بصعوبة، فيجدها بقايا ثمرة تفاح مأكولة. يحدق فيها ليتبينها في ظُلمة النعش، يحدسها بعد قليل من التفكير، فيصيح مغتاظًا:
- حتى مش مستحملين لما تدفنوني... حوش رعاااع.
محدثًا نفسه في شيء من الندم والأسى:
- خططي كلها باظت، مش كان لازم اموت دلوقتي، مش كان لازم اموت دلوقتي.
يبكي بحرقة. 

(يظلم المسرح، تُسدل الستار) 

المشهد الثاني: أربعة أشخاص يحملون النعش، وخلفهم أربعة.
الحامل الأمامي الأيمن واسمه (صلاح) ينادي على مُجاوره :
- سمير... سمير.
ينتبه له سمير، وكان يأكل تفاحة:
- عايز إيه؟
- مين هيدفعلنا؟
- مش انت قلت ابنه محمود هيحاسبنا.
- لا مقولتش يا سمير.
- والله العظيم قلت.
صلاح بنصف التفاتة من رأسه مناديا على الحامل خلفه:
- جمال، هو أنا قلت محمود هو اللي هيدفعلنا؟
- إيه؟
- أنا قلت محمود هيحاسبنا ع الشغل؟
- لا مقولتش.
يلتفت لسمير:
- أهوه، شفت!
يلتفت سمير للحامل خلفه:
- أحمد، مش صلاح قال محمود هو اللي هيحاسبنا.
- آه قال كدا.
- أهوه، شفت!
يُسقط صلاح النعش من على كتفه في عصبية، فيُسقطونه جميعًا على الأرض. ينظر صلاح خلفه باحثًا عن محمود ابن المتوفي، يصيح:
- أستاذ محمود.
يأتي محمود مندفعًا:
- إيه يا صلاح، دا اسمه كلام، عيب والله!
- عايزين حسابنا دلوقتي يا أستاذ محمود!
- لا إله إلا الله!
- لا، أنا عارف الحركات دي من أيام المرحوم، مش متحركين إلا اما تدينا حسابنا.
يلتفت محمود يمنة ويسرة وهو يصفق بيديه مصطنعًا الاستنكار:
- لا إله إلا الله، هي فلوسك هتروح يا صلاح!
- كدا! ماشي.. يللا يا رجاله!
يترك صلاح الجنازة ويتبعه رفاقه الثلاثة.
يصيح محمود من خلفهم:
- خليك فاكر يا صلاح.. لا إله إلا الله!
على بعد عدة خطوات يستوقفهم سمير:
- استنى يا صلاح نسيت حاجة.
يعود حتى يصل إلى النعش، يميل عليه.
محمود:
- شهم يا سمير وجدع والله!
لكن سمير يبدأ في فتح النعش ثم يسحب منه الكفن.
سمير:
- ملايتي دي، أبيعها لحد مش ميت على القرش.
ثم يبدأ في تنفيضها، فتتطاير منها قطع التفاح المقضومة التي التصقت بها. يطويها ثم يعود لرفاقه.
- ماشي يا سمير خليك فاكر... لا إله إلا الله!
يصيح سمير:
- عالم مفترية، تاكل مال النبي!
يقف محمود وسط الثلاثة المتبقين، وكانوا جميعهم شيوخ تتراوح أعمارهم بين ال70 وال75 سنة. يقترب من واحد منهم:
- ازيك يا حج!
- ....
- انت منين يا حج أول مرة اشوفك؟
- إيه!
يفهم محمود أنه ثقيل السمع فيقترب منه أكثر، يصيح في أذنه:
- اسمك إيه يا حج؟
ردّ عليه من فمه الأهتم:
- سليم
- انت تعرف ابويا يا حج سليم؟
- لا والله يابني.
محدثًا نفسه:
- الحمد لله!
يتواصل معهم لكن بصعوبة، فكانوا جميعًا يعانون من مشاكل في السمع، اتفق معهم أن يحملوا معه النعش إلى المقابر، لم يعترضوا، بل رحبوا بحسن نية. كان الحاج سليم يجاور محمود في الصف الأمامي. قال محمود ليكسر صمت الجنازة:
- وحدوه!
لكنهم لم يسمعوه فتذكر مشكلتهم، فصاح بصوت عال:
- وحدوووووه.
لم يسمعوه أيضًا. صاح ناحية الحاج سليم:
- وحدووووه يا حج سليم.
فنظر إليه الحاج سليم بهدوء مبتسمًا كاشفًا عن لثتين عاريتين من الأسنان. بعد قليل شعر محمود بثقل في النعش، في نفس الوقت سمع أحدهم من خلفه يصرخ:
- حاج سليم!
نظر جواره فلم يجد الحاج سليم، نظر خلفه فوجده منطرحًا على الأرض، صاح:
- حاج سليم... لا إله إله الله!
أشار لهم ليضعوا النعش أرضًا، فحصه فوجده قد مات. اتفق معهم أن يذهبوا أولًا لدفن أبيه ثم يعودوا لدفن الحاج سليم. كانوا يبكونه بشدّة. تولى هو وحده حمل الجزء الأمامي، وهما تعاونا على الجزء الخلفي. بعد قليل سمع من خلفه صياحًا:
- حاج إبراهيم!
نظر خلفه فوجد أحدهما مُطرح أرضًا، رجع إليه فوجده قد وافته المنية. اتفق مع الأخير على أنه سيتولّى دفنهما بعد الانتهاء من دفن أبيه. كان يبكي صديقيه بشدّة. بصعوبة استمرا في حمل النعش، حدّث نفسه:
- ما كنت أدفعلهم وخلاص!
فشعر بضربة على رأسه تخترق النعش، تأوه رافعًا عينيه لأعلى، وتذكر والده:
- الله يرحمك يابا.
رأي من بعيد المقابر، فتهلل وجهه:
- شد حيلك يا حاج إسماعيل هانت.
أخذ الحاج إسماعيل يسعل بشده، فشعر محمود بالقلق:
- لا إله إلا الله!
سقط النعش.. أخذ يدفع النعش وحده أمامه بصعوبة بالغة حتى اختفى تمامًا من المشهد جانبًا، تُسدل الستار على مشهد الثلاث شيوخ مُطرحين أرضًا.

(2) الزنزانة 




المشهد الأول: في الزنزانة، ثلاثة مساجين هيئتهم الرثة تدل على سوء حالهم. يوجد سرير بدورين، وفي الجانب المقابل طاولة قديمة.


أحدهم نائم، والآخران جالسين ظهريهما للجمهور يعبثان في شيء ما يصدر صوتا مميزا. يختلفان في أمرهما فيتجازبان هذا الشيء، ثم يتعاركان، تزداد حدة الضرب حتى يطرح كل منهما الآخر، فيظهران للجمهور وبينهما الآلة التي يعبثان بها التي نتبين أنها ناي، لهما وجهان كالحان بجسدين هزيلين. يهم أحدهما واسمه (سيد) بضرب الثاني واسمه (حسني)، فيوقفه بإشارة من يده:
- استنى!
- إيه؟
يضغط على معدته متألمًا:
- أنا جعان يا سيد.
- استنى هصحي نبوي.
يذهب سيد لإيقاظ نبوي النائم على السرير الأرضي، وكانت له الزعامة في الزنزانة بحكم جسده القوي نسبيًا. يلحق به حسني وفي يده الناي. سيد:
- نبوي.
ينفخ حسني في الناي على وزن "نبوي"
- نبوي عندك أكل؟
لازال نائمًا، وحسني يتابع سيد بنغمات تحاكي نداءاته لنبوي.
- قوم يا نبوي جعانين.
ثم أخذ يهزه من جنبه، فعزف حسني لحنًا يتهادى يمنة ويسرة.
استيقظ نبوي أخيرًا:
- عايز إيه يالا؟
- جعانين يا نبوي شوفلنا أكل.
- مرموش حاجة؟
- لأ
يلاحظ الناي في يد حسني، فيسأله:
- إيه اللي في إيدك دي يا حسني؟
نفخ حسني نغمة سريعة، ثم قال:
- مش عارف، راموهالنا من شوية.
- هات كدا
أعطاه حسني الناي، فأخذ يقلّبها بين يديه، ثم تبدّت على وجهه ملامح من أدرك شيء ما، تناول من تحت وسادته شفرة حادة، همّ بتقطيع الناي، فصرخ حسني:
- هتعمل إيه؟
نظر إليه بفتور:
- مش عايز تاكل يا بغل، هقسمها علينا احنا التلاتة.
- هناكل إيه.. دي.. دي خشب!
- انت واكل امبارح إيه يامغفّل؟
أشار إلى رأسه ليتذكر:
- مش فاكر.
فتولى سيد عنه الرد:
- نعل جزمة.
نبوي:
- طيب. أسيادكو حبوا يكرموكوا، فبعتوا حتة الخشبة المعتبرة دي.
ثم بدأ بتقسيمها بالشفرة الحادة إلى ثلاث قطع متساوية. ووزع على كل واحد منهما قطعة، تناولها حسني بسرعة، وجرب نفخها فلم تصدر صوتًا، فخطف القطعة التي مع سيد وكان على وشك أن يضعها في فمه، نفخ فيها فلم تصدر هي الأخرى صوتًا وكان نبوي يتابع ذلك باستغراب، أشار حسني إلى القطعة التي معه، صاح نبوي في وجهه:
- انت اهبل يالهْ!
- والنبي يا ريس، اللي معاك هي اللي بتنفخ.
اختطف نبوي القطعة التي في يده، ورمى له قطعته. التقطها حسني بسرعة، وأخذ ينفخ فيها فأصدرت صوتًا، لكنه أقل جودة مما كانت عليه، لكنه رغم ذلك كان سعيدًا، أخذ هو يعزف بها، في حين أخرج نبوي صحن به ماء مالح، يغطس فيه قطعته ليتناولها مملحة، بينما كان سيد يقضمها بصعوبة. في اليوم التالي انتظر سيد وحسني جالسين خلف باب الزنزانة حيث كانا يشعران بإنهاك شديد، كان حسني يتسلّى بالعزف على نايه المكسور ورأسه مسندة على كتف سيد في إعياء فكانت نغماته شديدة الإعياء والهزال هي الأخرى، إلى أن ألقى حارس السجن وجبتهم اليومية وكانت عبارة عن النعل الثاني للأول، تناولها سيد وتوجّها سويًا إلى نبوي الذي كان نائمًا، أيقظاه، وبعد تقسيمها أراد حسني أن يستبدل قطعته لسبب بدا غامضا لهما، فاستبدلها باللتي مع سيد. أخذها ثم توجه للجهة الأخرى من الزنزانة، وعند الطاولة انحنى تحتها ليلتقط شيئًا ما، فأخرج قطعته من النعل الأول، وضعهما متجاورتين، وبدا راضيًا لتطابقهما، دسّ فيهما قدميه العاريتين، وصل حدّي النعلين إلى منتصف قدميه أو أقل بقليل، حاول التحرك بهما في الغرفة فاردًا ذراعيه في الهواء ضاحكًا، وكان نبوي وسيد مشغولين بالتهام النعلين. نظر إليه نبوي فأشار إليه ضاحكًا:
- تدوس ع النعمة يا كافر.
ضحك سيد، في حين استمر حسني في المشي بحذر حتى لا يسقط كمن يمشي على الزجاج. أخرج من جيبه الناي الصغير وأخذ يعزف، عزف بضعة نغمات موزونة بشكل اعتباطي، بينما كان صلاح ونبوي يتابعانه بإعجاب. حتى سقط على الأرض فضحكا عليه.. طال مكوثه فهرع نحوه سيد، مال عليه فوجد عينيه غائبتين. سيد:
- حسني... حسني
أحضر نبوي صحن الماء المالح، وصب بعضه في فم حسني، غمغم بشيء غير مفهوم.
سيد:
- حسني.
بصعوبة قال:
- أنا بايني كنت مضرب عن الطعام يا سيد.
قال سيد متأثرًا وهو على وشك البكاء:
- لا يا حسني، انت بقالك فترة مش عاجبك الأكل.
ابتسم حسني بالكاد.
قال نبوي:
- خد، خد يا نبوي بُقين ميا.
- لا يا ريس خليهم، بيخلو للنعل طعم
استراح قليلا ثم قال:
- عارفين انا نفسي ف إيه؟
- إيه يا حسني؟
- نفسي اروح للدكتور.
- اختلط حزنهما بالضحك.
سعل بشدة.

(يُظلم المسرح)

المشهد الثاني: حارس بزيه الرسمي يظهر منحنيًا وهو يجر جثة حسني، لا يظهر منه للجمهور سوى خوذته. كان الناي لازال في جيب حسني العلوي والنعلين مربوطين بقدميه. يختفي الحارس. ينغلق الباب بقوة.

(الفصل الثاني- بعد شهرين)

نبوي يبحث تحت الطاولة على شيء ما، في حين أقعى سيد خلف باب الزانزانة ينتظر. بعد قليل يُقذف من الخارج واحد من النعلين الذين كان يرتديهما حسني، اختطفه سيد وانطلق به نحو نبوي، هز كتفه ورفع أمامه النعل مبتسما، انتصب نبوي وأخذ منه النعل وانطلق نحو فراشه، بعدما جلس قلّبها بين يديه، بدا متحيرًا، حاول قطعها باستخدام يديه، وكان سيد يتابع ذلك متحيرا أيضًا. عجز عن قطعها، فأخذ يضربها على الفراش بعصبية فاقت احتماله، ظل يضربها هكذا بشدة حتى غشت عينيه الدموع من العجز وبدا كأنه على وشك الصراخ، وسيد يتابع ذلك بقلق وخوف، حتى سقطت الشفرة على الأرض. سارع سيد بالتقاطها، نظر إليها كمن واتته فكرة، فقدمها إلى نبوي، أخذها منه نبوي كأنه يراها لأول مرة، حاول قطع النعل بها، ولما بدا الأمر ناجحًا، تبدًت من على وجهه ابتسامة.
(يُظلم المسرح تدريجيًا وهو يقوم بتقسيمها)

من المطبخ إلى قسم الطوارئ

منذ بضعة أيام( يوم السبت 27 يناير 2024 ظهرًا) جُرِح إصبعي البنصر (الإصبع قبل الأخير) لليد اليسرى جرحًا خطيرًا أثناء غسيل طبق صين...