السبت، 4 نوفمبر 2017

1984

My rating: 5 of 5 stars

العالم كان في حاجة ماسة إلى هذه الرواية (العالم الذي كنت أعيشه قبل قراءة الرواية)، ربما جاءت لتلبية هذه الحاجة الملحّة، فمن يقرأ هذه الرواية ولا يستحضر صورة على الأقل من صور القهر مُمثلة في هذا التصوير الكاريكاتوري البارع للقهر في الرواية، أو مقارنةً ما مصحوبة بوعي عميق نحو علاقتنا نحو حكوماتنا أو حتى ما هو أبعد.
هذه الحاجة الماسة والفراغ التوعوي الحسّي قام أورويل بسدهما بإتقان بحيث أن هذا التمثيل البارع للقهر والشمولية، ربما شمل معه كل أشكال القهر والخوف والاستعباد، بما لا يدع مجالا أن تنافسه فيه رواية أخرى على نفس المستوى، فما كان ينقص سكان أوشينيا غير رواية كهذه كي يتحرروا من خوفهم ويروا ما يعتمل في نفوسهم تحت وطأة هذا الخوف مُعبّرًا عنه بشجاعة ودقة، أو كما يقول أورويل بعد أن قرأ وينستون مقتطفات من الكتاب المُحرّم: "قال ما كان ليقوله هو، إذا ما تمكن من صياغة أفكاره المبعثرة في نسق ما. كان ثمرة عقل يشبه عقله، لكن أقوى بكثير، أكثر منهجية وأقل ابتلاءً بالخوف. فأفضل الكتب- كما يتصور- هي التي تخبرك بما تعرفه بالفعل".
كانت هذه الرواية من الروايات النادرة التي شعرت معها في كل فصل وكل صفحة منها أنها حقا رواية نادرة وعظيمة، وهذا شعور نادر حتى مع كثير من الروايات الكبيرة التي قرأتها، فمعظمها أنظر لها بعد أن اكتملت قراءتي لها، أنظر للصورة الكبيرة التي خلّفتها فأرى فيها خطوطا للعظمة. لكن أن أشعر بهذا وأنا أقرأ بين السطور والصفحات والفصول، فهذا شيء نادر الحدوث.
هذه بلا شك أنجح قراءاتي لهذا العام.

من المطبخ إلى قسم الطوارئ

منذ بضعة أيام( يوم السبت 27 يناير 2024 ظهرًا) جُرِح إصبعي البنصر (الإصبع قبل الأخير) لليد اليسرى جرحًا خطيرًا أثناء غسيل طبق صين...