الاثنين، 20 أغسطس 2012

عزلة من أجل القراءة

   
   يقول السيد المحترم ألبرتو مانغويل : "اعطتني القراءة عذرًا مقبولًا لعزلتي، بل ربما اعطت مغزىً لتلك العزلة المفروضة عليّ"
 لما وقعت عيناى البريئتين على هذا (الكووت) برقتا واتسعتا كأنهما نالا مرادهما وقلت فى نفسى بل وصرخت : يا إلهى إن هذا هو أنا..


القراءة,,,, دعونى أنحنى احتراما لذاتها التى لا ينطفئ أوار حماسها فينا أبدا .
لو أن لدى قبعة لرفعتها تقديرا لها, لكن للأسف لا أملك واحدة حيث إن عزلتى ليست بحاجة إلى قبعة تحمى عقلى من الشمس.
حتى هذه اللحظة التى أنقر فيها مفاتيح اللوحة.. فإنى قرأت حوالى 46 كتاب فى حوالى 16 شهر ..
أعرف أنه مجهود يُربَت به على كتفى.... على الرغم من أن هناك غيرى - الكثيرين - الذين زاد هذا الرقم لديهم ليضاهى المئات بل ويصاول الألوف.. أشاهد تلك المجهودات الجبارة على جودريدز وحقيقة فإن الغبطة تحترق داخل نفسى لما أراها فلا أقوى على شئ سوى الإنقضاض على كتاب لأقرأه فأشبع غبطتى التى لا تشبع ... 
والثورة أشعلتها
إن بضع حسابات بسيطة تظهر أن هذا الشغف المجنون قد بدأ يعتمل فى عقلى مباشرة بعد الثورة.. لن أجور على حق الإخصائيين النفسيين فى تفسير هذه الظاهرة التى - إن سمحوا لى - ليس معناها إلا أن هذا اليوم الذى اشتريت فيه أول كتاب كانت نقطة فاصلة فى حياتى التى تزامنت مع بزوغ النقطة الفاصلة فى تاريخ مصر..

إذن فهناك نقطة, وهناك حياه جديدة ما بعد النقطة.. وحياه تعسة ما قبل النقطة !
أما عن عما كان قبل النقطة, فسطور واهية مكتوبة بخط (منعكش) لا أستطيع أنا نفسى قراءتها.. ولكن مع بعض التروى والصبر فإنى أستطيع أن أستجمع كلمة واحدة هى: تفاهة... فى الحقيقة هذا ماكنت عليه وليس من قبيل الصدفة أن تكون نفسها الحالة التى كانت عليها البلد !
كأننى أذوب في بلدى, كأننى معنًى لها وهى معنًى لى, كأن هى مرآتى وأنا مرآتها.
أحيانا أفكر: ماذا لو كان هذا الشغف قد ظهر منذ صغرى, أعتقد أننى لكنت أصبحت ممن قرأ الألوف من الكتب وتغيرت حياتى كليّا. لكنها المئشية الإلهية أنصاع لها ..

وبالعودة إلى كلمة ألبرتو مانجويل: فإن تلك العزلة التى أعيشها كثيرا أصبحت الآن مصدر فخر لى بل وصارت مصدر كل شىء لى ( من المعرفة إلى التخبط, من المتعة إلى الملل) ولكنه ملل من أشياء تتحرك.. غير هذا الملل الناتج عن اللا شىء !
فعزلتى الآن هى بنيانى, حتى أنى أصبحت أخشى على فقدانها وأحاول الحفاظ عليها من المتغيرات التى تلتهم العزلة.


فى الحقيقة فإن عزلتى الآن هى ثروتى..  

الأحد، 19 أغسطس 2012

كتاب الأحاديث القدسية

الأحاديث القدسية
My rating: 4 of 5 stars

الحمد لله خلصته ف آخر ربع ساعة من رمضان :)
كتاب ممتع جدا لما ببدأ فيه مبحبش أسيبه.
فيه معلومات كتيرة مكنتش اعرفها ومعلومات غلط صححها, ده غير اللى اعرفه طبعا.
ــــ
يؤخذ عليه فى تنسيقه؛ التكرار: ممكن يذكر فى الباب الواحد عدة أحاديث متشابهه فى اللفظ منطبقين فى المعنى لمجرد اختلاف الرواه, ولازم يذكرها مرة من مسلم ومرة من البخارى ومرة من الترمذى... عذاب يعنى :(
يمكن ميزتها إنى تقريبا حفظت الأحاديث من تكرارها :)
____
أما فى الشرح(من النووى والقسطلانى) فدا ساعدنى كتير على فهم بعض الأحاديث اللى فيها غموض. لكن تبقى مشكلة التطرق لأمور سطحية بعيدة عن مضمون الحديث مشكلتى مع الكتاب.
___
أفضل تنسيق للكتاب فى رأيي لو كانت الأحاديث غير مكررة (من أقرب مصدر للصحة) والشرح يكون أبسط من حيث الطول.. كان الكتاب لايتعدى 200 صفحة بالكتير..
ــــــــــــ
الحمد لله

الثلاثاء، 14 أغسطس 2012

اليوم الأخير فى الجنة


وما كان يخفيان آنذاك أعضاءهما الغامضة

إذ لم يكن خجل الذنب قد ولد بعد , وهو الخجل الكاذب

من بدائع الطبيعة – أواه أيها الشرف الكاذب

يا ربيب الخطيئة ! لكم كدرت البشرية جمعاء

وشغلتها بالمظهر – مظهر الطهر الكاذب –

وأقصيت من حياة الإنسان أهنأ حياة له – حياة

البساطة والبراءة النقية !

كانا يسيران عاريين , ولم يتجنبا عيون

إله أو ملاك , إذ لم يخطر الشر ببالهما

وسارا وقد تشابكت أيديهما فكانا أجمل اثنين

يلتقيان منذ ذلك الحين فى أحضان الحب .




كان آدم أوسم الرجال الذين ولدوا من بعده فكانوا

أبناءه وكانت حواء أجمل بناتها .

وعلى الأرض الخضراء , تحت بعض الأفنان الظليلة

التى تتمايل فتهمس همساتها الناعمة بجوار نبع عذب ,

جلسا يستريحان بعد عناء يوم قضياه

فى العمل الهانئ بالحديقة , زاد من

استمتاعهما بالنسائم الباردة , وزاد من إحساسهما

بالراحة , ومن لذة عطش الأصحاء وشهيتهم ,

فاخذا يتناولان عشاءهما من الفاكهة .

فاكهة ذات رحيق ربانى تحملها الغصون الريانة

وتلقى بها إليهما بينما يسترخيان على

ربوة مكسوة بالزغب الناعم موشاة بالزهور !

كانا يأكلان لب الثمرة ثم ينتهيان إلى القشرة

فيملآنها بالماء من الجدول الرقراق لرى ظمأهما !

كان حديثهما مهذبا وبسماتهما حلوة

وملاطفات الشباب ومداعباته تليق

بالجميلين اللذين ربط بينهما رباط الزواج السعيد

فى وحدتهما . ومن حولهما تتواثب فى مرح

كل دواب الأرض التى استوحشت بعد ذلك , وسكنت كل مكان

فى الغاب والبرية , فى الأجمة والعرين .

كان الأسد يلهو فينهض على مؤخرته وفى يده

يلعب الجدى ! أما الفيل ثقيل الحركة

فيضحكهما باستخدام كل قوته , وتكوين حلقة كاملة

من خرطومه الضخم اللين . وبالقرب منهما كان الثعبان الماكر

يشق طريقه وقد صنع من ذيله عقدة عويصة

ضفرها تضفيرا ! كان يستعرض خبثه القاتل

ويمثل له فلا يلتفتان إليه ! أما سائر الحيوانات فعلى الكلأ

استلقت , وبعد امتلاء بطونها بخير المرعى اتكأت تنظر

أو كانت تجتر طعامها قبيل الرقاد . فالشمس تميل الآن

وتسرع فى فلكها المنحدر

نحو جزائر المحيط , والنجوم فى برج الميزان الصاعد

فى السماء تشرق لتعلن قدوم المساء .

ـــــــــــــــــــــــ

من "الفردوس المفقود" (جون ميلتون _ ترجمة: د.محمد عنانى)


الكتاب الرابع – سطور (312-355)

الأحجار الطائرة

للوصول للمدينة الجديدة التي أزورها لأول مرة، حلّت خطاي المحطة التي تبعد عن منزلي ثلاثة أحياء صغيرة وأرضًا صحراوية ناجيةً من آثار التمدن حوله...