الخميس، 30 يونيو 2011

لست هنا

كان الجو حارا عندما وصلت مشارف الحى, كانت الشمس تلتهب ,من لهيبها تكاد تغلى الدماء فى العروق
لكن هناك لهيباً أشد ينتظرنى.!
      كان الطريق مسدودا من شدة زحام الناس عليه , يشاهدون شيئا ما ,لاأعرف ماهو !
لكنى عندما اقتربت رأيت سيوف بدائية الصنع وأسلحة بيضاء بين قبضات عربيجة الحارة , اتضح المشهد أكثر عندما انشقت الجموع لما اقتربت منهم السيوف .الأمر خطير لاأحد يستطيع التفوه بكلمه ولا حراكا, فقط الصمت هو الوسيلة الوحيدة للنجاه, انه قانون العربجيه لاقانون حكومه ولا شرطه, القتل هو الفيصل .
نزيف يسيل من الرؤوس وآخر من الأحشاء, احدهم يعدو مسرعا من بعيد , قد افقدته الحماسة المزيفة عقله, يمسك بين قبضتيه سيف وفى الاخرى عصا حديدية , يشير بسيفه من بعيد صوب احد المتعاركين
يتوجه اليه الثانى وقد عقد العزم على الخلاص - لم يبقى سواه - لاينتظر ان يلقاه , ليلقى سيفه بكل ماأوتى من قوة حتى نفذت من ظهرة , انتهى أمره, ذهب مع غيرة ليترك الساحة للاقوى.

        كنت فقط اريد العبور من بين هذه المعركة للوصول الى بيتى ,قررت ان اعبر , سأتخذ جانبا من الطريق لأتجنب المعركة ,لاحل غير ذلك , وان كنت سأنتظر حتى يتوقف القتال فالاجدى ان اذهب من حيث أتيت, مضيت جانبا من الطريق, اتوخى قدر مااستطعت الاقتراب من السيوف ,حاول بعض المتفرجين منعى خوفا على حياتى , لكن مالفائدة مادمت نفسى لست خائفا عليها.
بدأت السير, وما أن قطعت نصف الطريق حتى سقطت جثة مقطوعة الرأس أمام عيناى , كدت اسقط من هول مارأيت , لكن لابد ان اتماسك والا.......
تجاوزت الجثة لكنها لم تتجاوزنى فأثار دماءها على ملابسى.
سمعت صراخ نساء يشتد وهتاف رجال يعلو اكثر فاكثر , لقد توقفت الحرب عندى.....لقد...خرق سيف... صدرى....لكنى لااشعر به - أنظر خلفى- لقد توقف القتال واصبح العربجية مشاهدين , الكل يشاهد , الان ... انا... البطل .
يتسارع رجال نحوى , واسقط ارضا - كنت انا التالى .
يحاول احدهم ايفاقى قبل الخوض فى نوم عميق ,
 رأسى على أكف احدهم , اصبحت الدنيا ضبابية معتمة , وتتلاشى الاصوات , لااسمع ولاارى
يحاولون انقاذى , لكنى لســــــــــت هنــــــــــــــــا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

هجرة مواقع التواصل الافتراضي

      لا أتخيل كيف سيبدو يومي من دون الساعات الطويلة التي أقضيها في تصفح تويتر أو فيسبوك أو تطبيقات التواصل الأخرى مثل ريديت. أتاح لي العمل ...