الجمعة، 13 ديسمبر 2013

إنّهُم لا يَهتمون بِنا

تعاليْ ندهسُ بأقدامِنا عفنَ المدينةِ، نتجاوزُ الشحّاذَ الذي صار جسَدُه في لَونِ الخِرقة التي يرتديها، ينشُ ذبابًا عن ذقنِه الكثّة ثُمّ يأْكلُها معَ رغيفِ الخبزِ، وينظرُ إلينا في ازدراءٍ ونحنُ نهرب،
تعاليْ نتجاوز عن نساءٍ لم يرتدْن حمالاتِ الصدرِ فأعلنَّ سخطهِنَّ على العالمِ في مشيتِهنَّ القاسِية
تعالي نتجاوز رائحة الحي؛ رائحة الطعام يُطهى مع رائحة القمامة مع رائحةِ دخانٍ لأشياءٍ تحترق،
تعالى نهجُر كلَّ ذلك خلفَنا ونحنُ نمُرُّ على رجالِ الشرطةِ الحمقَى وهُم لا يَرونا، أو لا يَهتمّون بِنا،
تعالي نتْرُك دُخَان الحشيش الذي يتسرّب منْ فتحاتِ أبوابِ بيوتِ المساطيل،
تعالي نتجاوزهم جميعًا، حتى نصيرُ وحدَنا، أو حتى نجدُ بحراً أو جبلًا أو قمراً ينتظرُنا وحدَنا، ثُمّ نرقُص غير عابئين بكُلِّ ما يَحدُث، ولا تُخبريني أنّني مجنون، فأنتِ تضحَكين وأنتِ تقولينها!
افردي ذراعيكِ مِثلي وراقبي القمرَ معي ثم هزي قدّك، أطلِقي لنفسك العنان وابدأي معي في الصُّراخ، ألا تَشعرين بلذّة الجنون؟ دَعينا نشعُر بالتَّعبِ قليلاً ونتخلصُ مِن كلِّ المللْ، نرقُص ونهزّ أجسادَنا في نشوة، حتّى نشعُر فَجأة أنَّنا صِرنا طُيوراً تُحلّق،
حينها سنتباهى أَنّنا صِرنا مجانين، وسَنُكرر ذلك كُلّ ليلةٍ حينَ تهمسين في أُذني وأنتِ تشيرين للقمرِ مُبتسمة: "هيا بنا نرقص"!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

الأحجار الطائرة

للوصول للمدينة الجديدة التي أزورها لأول مرة، حلّت خطاي المحطة التي تبعد عن منزلي ثلاثة أحياء صغيرة وأرضًا صحراوية ناجيةً من آثار التمدن حوله...