السبت، 3 أغسطس 2019

احتفاء


       خرجت من طريق جانبي إلى ساحة تكتظ بالناس يشاهدون عرضًا على مسرح مُقام، لم أهتم، وعدلت سير الحقيبة على كتفي رغم أنه كان معدولًا، وبعد أن اجتزت الناس تغيرت نبرة العارض على المسرح، وقال: "تعالوا بينا نحيي أحمد، اطلع يا أحمد"، توقف التنفس عندي ولفّتني موجة باردة بدأت من رأسي، رغم أني قد لا أكون المقصود، لكن النبرة كانت تخترقني كأنها تحمل جيناتي مع اسمي، ثم صاح "يلا يا أحمد، يلا يا أحمد"، وانهال الجميع من وراء ظهري عليّ بالتصفيق والتحايا: "يلا يا أحمد يلا يا أحمد"، بينما كنت أتظاهر أني أسير إلى وجهتي، حتى جذبني أحدهم ووجهني نحو المسرح، وكان يضحك في وجهي لأنه رأى عدم انتباهي شيئًا مضحكًا.

ارتكزت في وسط المسرح. ظلوا يبتسمون لي ويهنؤني ويمدحوني، ويصفقون بلا توقف. وأنا استقبلت كل ذلك بصدق وللحظة شعرت بالامتنان، بعدها نزلت من المسرح وسرت في ذات الطريق الذي اجتُذِبت منه، وهم أكملوا عروضهم، وعند أول الشارع قرأت لافتة: «عروض "لا نهتم بك كما جعلناك تظن"»، نظرت خلفي ووجدتهم منغمسين في أحد العروض ويضحكون بلا توقف. عدلت الحقيبة على كتفي التي كانت على وشك السقوط واختفيت من المشهد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

الأحجار الطائرة

للوصول للمدينة الجديدة التي أزورها لأول مرة، حلّت خطاي المحطة التي تبعد عن منزلي ثلاثة أحياء صغيرة وأرضًا صحراوية ناجيةً من آثار التمدن حوله...