الأحد، 8 أبريل 2018

الخلافة الإسلامية

My rating: 4 of 5 stars


من بين كل المحاولات التي ذهبت لتنقية صورة الإسلام مما هي عليه (في نظر المتحفظين عليه على الأقل) كشريعة حكم، وتقديمه كمحاولة روحية خالصة، سواء للارتقاء بأتباعه مما هم فيه من تأخر ورجعية خصوصا في الأفكار المتعلقة بالخلافة والسلفية أو ذب الأفكار المغايرة المتحررة عنه، من جميع هذه المحاولات، فهذه المحاولة هي أكثرهم جراءة، وأكثرهم تخطيا للمقدسات للوصول لما قد يحجبه الجمود، ما منحه قدرة عقلية ومنطقية لاستخلاص نتائج بإمكانها الوصل بين ما هو روحي وعقلي في محاولة نادرة وحقيقية للوصل بينهما.
لكن يظل هذا الوصل وهذا التقارب في حاجة ماسة من أتباعه لوضع بعض الصور المقدسة جانبا لمد اليد لهذه المحاولة العقلانية الجادة.
******
العقل الإسلامي يرعبه الشك حتى في صورته العامة، وهناك ربط باطني بين التشكيك في حوادث التاريخ (كأمر طبيعي أمام باحث مفكر) والتشكيك في شرائع الدين وأسسه الروحية، وهذا الربط هو سبب التعنت أمام كل محاولة تحاول تنقيح التاريخ من أدرانه باعتبار أن ذلك سيجر تشكيكا في المبادئ الروحية للدين.
المشكلة الأكبر أن الدين يشجع هذا الخمول كأن جزاء المؤمن بنظافة التاريخ أكبر من جزاء المتشكك. وأن الله لن يعاقب الجاهل الغير متشكك، لكنه سيحاسب المتشكك بالحقائق الجديدة التي يحملها. دائمًا ما أقول أن الله ليس غبيا، لكن أتباعه النمطيون يتعاملون معه على أنه ثري خليجي غبي يوزع العطايا على أكثر الخاملين الأتقياء منهم، ويضمهم تحت رحمته طاردا كل العابثين في مملكة الخمول المستقرة كالأبد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

الأحجار الطائرة

للوصول للمدينة الجديدة التي أزورها لأول مرة، حلّت خطاي المحطة التي تبعد عن منزلي ثلاثة أحياء صغيرة وأرضًا صحراوية ناجيةً من آثار التمدن حوله...