الاثنين، 7 أبريل 2014

الاعتراف

- لماذا انطفأ النور من وجهك يا ميجيل؟

- الذنوب.. ربما. هل هذا ما تود الإشارة إليه!

- تقسو عليّ بلا داعٍ..

- لماذا تقول ذلك يا ماريو، أنا أعرف أني أرتكب ذنوبًا كثيرة.

- هل ذهبت للاعتراف، هذا مريح، وربما خفف عنك الشعور بالخطيئة، أنا أيضًا أرتكب الخطايا أحيانا، حتى وإن كنت أكره ذلك، لكني حين أعترف يزول عني هذا الشعور بالوضاعة، وأشعر أني تطهرت، حتى أنه يمكنني أن أفعل المزيد من الخطايا بعدها (يقهقه) 

- لا زلت وضيعًا

- احكِ لي يا ميجيل، ماذا فعلت، أنت تعرف أن كل آباء القرية قد ماتوا، حتى القديس الوحيد، يبحث عن أحدهم ليعترف أمامه. اعترف لي، وقد أعترف لك لاحقًا.

- أنت تحرجني يا ماريو، وعلى حسب كلامك، أنت تستريح بعد الاعتراف، لكني أشعر بالخطيئة وأنا أعترف، إنها أكبر مني، أنا جبان يا ماريو، ربما هذه خطيئة أخرى!

- اعترف لي، وسوف أعترف لك بأكثر خطاياي دناءة.

- حسنًا يا ماريو، أنت ربحت.

- ماذا فعلت يا ميجيل!

- أحببت ابنة العم خيسوس...

- ثم ماذا يا ميجيل، هل هذا كل شيء؟!

- ذهبت إليها ذات ليلة، وطلبت منها أن تتزوجني وكنت أحبها يا ماريو، هل تعرف ذلك الحب الذي يجلب معه اليأس، وتفكر أحيانا في الموت، كل شيء اسودَّ في عينيّ، استجمعت شجاعتي وذهبت إليها حين كان العم خيسوس مسافرًا، لكنها رفضت، حينها انهار الحب يا ماريو أمام يأسي، فكرت في قتلها، لكن الحب استيقظ فجأة في صورة غير وديعة، الحب الآخر يا ماريو، وفجأة التهمتها مثل جائع، التهمتها بالكامل يا ماريو، كنت ضعيفًا واليأس يلتهمني من داخلي، كانت تصرخ، تستغيث بأبيها، تستغيث بالسماء، ثم صرخت باسم الرب، كنت ذليلًا يا ماريو، قد تظن أنني كنت قويًا، لكن صدقني، تلك كانت أكثر لحظاتي ضعفًا.. تركتها وهربت، أجر خلفي التعاسة يا ماريو، وغمرتني التعاسة حتى وجهي، وتركت لها الحزن. لهذا انطفأ النور من وجهي يا ماريو.

- استرح يا ميجيل، اعترافك كان ثقيلا.

- لن أسترح يا ماريو

- هل تود أن أعترف لك؟

- لا تعترف لي بشيء يا ماريو، لا أريد أن أسمع المزيد من الخطايا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

هجرة مواقع التواصل الافتراضي

      لا أتخيل كيف سيبدو يومي من دون الساعات الطويلة التي أقضيها في تصفح تويتر أو فيسبوك أو تطبيقات التواصل الأخرى مثل ريديت. أتاح لي العمل ...