السبت، 25 يناير 2014

الآباءُ التِسعة


*تشيخوف*

في الخَرِيفِ
أَسْمَعُ صَوتَ أوْراقِ الشَّجَر
وهِي تتكَسَّرُ تَحْتَ قَدَمي
ومِنْ أجلِ التفاؤل
كُنت أجْرِي
لأصنعَ مِن صَوتِها
لَحنًا يُذكِّرُني بالرَبيع
* * *

*كافكا*

في العَصْفِ كُنَّا عَرايا
نَعدُوا هَرَبًا مِنْ ظِلالِنا
وَرَقُ شَجِرِ وَفَراشاتٍ
لا مَأْوى لَهُم
وَعِنْدَ حَافةِ التَّلِ تَوَقَّفنا جَميعًا
وَاسْتَشعَرتُ وَجيبَ قَلْبي المُتَسارِع
تَساقَطَت أَوراقُ الشَّجرْ
ثُم حَطَّتْ عَليهَا الفَراشات
وَبَقَيت وَحْدي
* * *

*خوان رولفو*

الأَرْضُ اليَبَاب دائمًا شاسِعة
الأَرْوَاحُ قَدْ سَكَنَتْ
تَعَارَفَتْ
تآنستْ وَسَطْ الأرضِ اليَباب
وبدأَ السّمرُ
وَمِنْ بَعِيدِ قليلاً
كَانتْ الأرْضُ شاسِعَة
ولا زَالتْ يَباب
* * *

*يحيى الطاهر*

لو رَأيتَ مَرَّة صُعلوكًا يَضْحَكْ
فَاعرِفْ أنَّك مَحظوظٌ
فَليسَ أَكْثر سَأمًا مِنْ ضَحِكِ السَّادَة
* * *

*بريكوفييڤ*

لَوْ أَنَّ السَماءَ فِي اللَّيل
أَكثر زُرْقَة
والشمسَ لا تُشرِقُ أبَدًا
حِينها سَوفَ تَخْرُج الصَّراصِير
عندَ الشّاطِيء الغَرْبِيّ
تُراقِبُ القَمَر
وسَوفَ يَأتِي السَّيدْ المُبَجّل
ليدُقَّ بِقَدَميهِ عَلَى الأَرْضِ
فَيَجْمَعُ حَوْلَهُ العُيون
ويُزعِجَ المَوتَى
ثُم يَبْدَأ فَصْلٌ جَدِيدْ
* * *

*جريج*

اجْتَمَعَتْ في سَاحَةِ الجَحِيمِ كُلَّ جُيوشِ الأَرضِ
مِنْ زَمَن جَلجَامِشْ حَتّى مَعرَكةِ تُور بواتِييه
العُيونُ تَساقَطَت مُتْعَبةً مِن كَثرَةِ العَدِّ
الأَنْفَاسُ أَكْثَرَ خُطورةً مِنْ نَصْلِ السّيوفِ
بَدَأَت الأقْدام تَدُّقُّ مُعلنةً عَنِ العَطشِ
ثُمَّ اسْتَيْقَظَ النَّقعُ مِنْ تَحْتِهِم ليُعْلِنَ عَنِ الضَّجَر
* * *

*موتسارت*

الآنَ حَانَ وَقتُ التّذكُّر
لَمْ يَعُدْ مِن قَلقٍ
التّذكرُ الآنَ
سيكونُ مُريحًا
* * *

*مو يان*

السَّماءُ مُنكَفِئةً عَلى السُّحُب
والسهول -بِطَرِيقةٍ كُومِيدية-
خَضْراء
جَلْجَلةُ ضحكاتٍ
تَبْحَثُ عَنْ أَفواه
واللَّيلُ لَمْ يَعُدْ صَالِحًا لِلنَومِ
لأَنَّ هُناكَ المَزيدُ مِنَ الحَكَايا
وجَمِيعُهُم فِي صُورةٍ وَاحِدَة
أَكْثَرُ بَسَاطَةٍ مِمَّا تَظُن
* * *

*ڤان جوخ*

فِي الهُوَّةِ بَينَ الوَاقِعِ والخَيال
هُنَاكَ مُسمًى آَخَر
لَمْ يُبتَكرْ بَعْد
لَكِنّي حَتمًا أُحِبُّه
حَتَّى أَنِّي لا زِلتُ
أَبْحثُ لَهُ عَنْ اسْمْ
* * *

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

الأحجار الطائرة

للوصول للمدينة الجديدة التي أزورها لأول مرة، حلّت خطاي المحطة التي تبعد عن منزلي ثلاثة أحياء صغيرة وأرضًا صحراوية ناجيةً من آثار التمدن حوله...