الخميس، 6 سبتمبر 2012

النظام الإلهى والبشرى .. فى ضوء الفردوس المفقود

الفردوس المفقود - جون ميلتون
ترجمة : د.محمد عنانى


فى الفردوس المفقود: بعدما رفض إبليس الانصياع لأوامر الله التى تقضي بطاعته للمسيح (على حسب عقيدتهم المسيحية) ,لأن نفسه المتكبرة ترفض هذا, آثر إبليس أن يخرج عن طاعة الله على أن يطيعهما كليهما (الله ومن بعده المسيح)..

فقامت حرب ضروس بين ملائكة العرش المخلصين والملائكة العاصين بقيادة إبليس أنتهت بهزيمتهم هزيمة نكراء وصفد حشدهم إلى الجحيم... ثم رأى الله أن يخلق بشرا من طين لتمجيد ألوهيته ..
فلما رأى إبليس ما آلت إليه الأمور وماهم فيه من عذاب وذل لا يليق بنفوسهم الملائكية وطموحهم إلى الخلود والألوهية... قرر أن تكون مواجهته مع الله لن تكون بالنيران والدروع فهى محسوبة لقوة الله.. لكنه رأى فى إغواء الإنسان أمله فى أن يتحدى جبروت الله وأن يفسد خلقه الجديد ويضمهم إلى زمرته فى الجحيم..

وتمر الأحداث إلى أن استطاع إبليس الهروب من الجحيم إلى الفردوس ويتخذ شكل الثعبان ليستطيع إغواء حواء بالأكل من الشجرة المحرمة مقنعا إياها بأنها ستمنحها القدرة على معرفة الخير والشر ,, وتصير من الأرباب !

وتصدقه حواء وتأكل من الشجرة المحرمة فتشعر بتغير ما فى جسدها وروحها , وتظن بهذا التغيير أنها أصبحت ربة, فتقنع آدم بالأكل منها... 

لم يكذب عليهما إبليس حين أقنعها أنها ستميز بين الخير والشر..
فآدم وحواء لم يعرفان خيرا كانت الأمور أم شرا.. فكانت الفطرة تقودهم إلى الحياة الهنيئة وحسب لم يشغلا بالهما ببواطن الأمور أو ظاهرها, فقد كانت كل الأمور تحت طوعهما!

فلما أكلا من الشجرة توطن الشر داخلهما وتراجع الخير, وأول بوادر هذا الشر أنهم رأو ما هم فيه من عرى فطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنه, فعرفا معنى الخجل لأول مرة , وأحسا بمعنى الشهوة .

ــــــــــــــــــــ

عرفا آدم وحواء إذا الخير والشر كما يعرفه الله, ومع ذلك تدنت مرتبتهما بعدما كانا النزيلين الكريمين فى الجنة , ولم يصبحا من الأرباب كما وعدهما إبليس !

فالله يعرف الخير والشر وبهما يجازى ويعاقِب. والإنسان يعرف الخير والشر لكن بهما يُجزى ويُعاقَب. ففكرة معرفة الخير والشر ليست هى مصدر السعادة التى نشدتها حواء..
بل هى مصدر تعاسة البشرية جمعاء !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

الأحجار الطائرة

للوصول للمدينة الجديدة التي أزورها لأول مرة، حلّت خطاي المحطة التي تبعد عن منزلي ثلاثة أحياء صغيرة وأرضًا صحراوية ناجيةً من آثار التمدن حوله...