الأحد، 12 يوليو 2015

الإله والشيطان

اليوم هو غرّة شهر رمضان، ومن المفروغ منه ضمن الأدبيات الإسلامية، أن الشياطين، ودون أيّ ذرة شماتة، يتم تصفيدها لمعاونة أحباب الرب على متابعة واجباتهم الدينية، ولمّا كنت من محبي الشياطين، المقدّرين لما يفعلوه من أجلنا طوال العام، فقد واتتني فكرة أن أصفّدها بنفسي، لضمان ألا يصفدها الله، كان عليّ إذن إيجاد المكان المناسب لذلك، "وهل هناك ما هو أفضل من حجرة الفئران" هذا ما أوحاه إليّ شيطان لعين أراد أن يوقع زملاءه في حجرة الفئران، ابتسمت له، غمز لي، ولأجل تنفيذ هذه المهمة الشاقة فقد استعنت ببضعة عاهرات ومائتي جرام حشيش، وقنينتي نبيذ، وبضعة شتائم في الأديان مجتمعة، وانتقيت بضعة أشخاص طيبين ملتزمين بالصلاة في المسجد كي ألعنهم وألعن طيبتهم المملة. واستطعت بخطتي هذه أن أجذب إليها كل الشياطين حقّا وقد نجعت خطتي التي وصفها إبليس بنفسه بالخبيثة ضاحكًا. وقد جاء بنفسه ليستطلع نجاح مفعوله فيّ.. لم أكن أشعر بعد أني أتحوّل إلى شيطان وأنا أمزّق الملابس الداخلية لأطول العاهرات، في ظل صياح صديقاتها وتشجيعهن لي. كان أحد أتباع إبليس يناولني جرعات الحشيش، وكؤوس الخمر، كان الضحك يهز الغرفة في حين أن المسجد المجاور كان يؤدي صلاة الترواويح في هدوء جعلنا نضحك منه.. وبعد أن أتيت على كل الحشيش والنبيذ، ونامت العاهرات من التعب، ظللنا نلعب أنا والشياطين الكوتشينة، كنا نشعر بالملل، حينئذ ذكّرني الشيطان اللعين بخطتي التي كدت أن أنساها..فقمت في هدوء مستغلا حالة الملل والتعب، وأخذت في تقييد كل الشياطين الموجودة في الغرفة، وكانوا جميعًا يبكون قائلين: "غفرانك يارب، نتوب إليك" كانوا يعتقدون أنني الله الذي يصفدهم، كانوا غائبين عن الوعي بعد أن سرقوا مني قنينتي نبيذ ومائة جرام حشيش. ظللت أضحك عليهم، واعتبر أحدهم أن ذلك نذير سوء، أن يضحك الله منهم وهو يصفّدهم، وبعد أن تمكّنت منهم جميعًا، سحبتهم إلى غرفة الفئران، والتي كان يستخدمها أبي لترهيبي من ترك الصلاة. ألقيتهم فيها، ولما مرت أعوام على وجود الفئران في هذه الحجرة، فقد كبرت كثيرًا حتى أن بعضها أصبح يكبرني حجمًا، ألقيت الشياطين مصفّدة في الحجرة وأغلق الشيطان الخبيث الباب ضاحكًا من أصحابه، (وقد رأيت تركه ليسليني) كنا نسمع صياحهم الذي كان يبدو مرتعبًا من أزيز الفئران العالي. تركتهم لأنزل إلى حجرتي، لم أكن أعلم بعد وقد انتهت صلاة التراويح أني نفسي أصبحت إلهًا، كنت منتشيًا؛ ففي ليلة واحدة بدأت شيطانًا وانتهيت إلهًا.. فأنا من أطلقت الشياطين وأنا من صفدها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

الأحجار الطائرة

للوصول للمدينة الجديدة التي أزورها لأول مرة، حلّت خطاي المحطة التي تبعد عن منزلي ثلاثة أحياء صغيرة وأرضًا صحراوية ناجيةً من آثار التمدن حوله...