My rating: 2 of 5 stars
عذرا لهذا (الهرى) القادم، هو ضرورى لإثبات مذكرة دفاعى، لمحة عن شخصيتى القارئة (يمكنك تخطيه حيث الريفيو يبدأ من الصورة):
ــــــــــــــــــــ
لماذا كانت كل تلك المعاناة؟!
على مدار شهرين وأنا أقرأ فرويد، فى البداية يمهد لأفكاره بتبسيط لفكرة الأحلام عبر التاريخ مستعرضا خصائصها وظواهرها، مستشهدا بأحلام من عنده وباستخدام قريحة حاذقة يأتى بتفسير مدهش للأحلام غير متوقع على الإطلاق وفى الوقت نفسه لاتملك إلا أن تصدق هذا التفسير العبقرى، فرويد هنا يذكرنى بالشخصيات الكارتونية المتخصصة فى حل الألغاز؛ المحقق كونان، كرومبو.. لكنه أكثر عبقرية!
ـــــ
لكنى توقفت بعد مائتى صفحة تقريبا عن الشعور بتلك الدهشة، حدّت بينى وبينه مسافات فاصلة، فتوقفت عندى الرغبة، ولأننا فى صدد كتاب عن علم النفس، فيمكننا إذا أن نعزو هذا الشعور إلى عامل نفسى لا أكثر، فقط توقفت عن الرغبة، (نحّوا أى سبب ثقافى آخر له علاقة بالقراءة).. ومع ذلك ثابرت، وتصبّرت، شقّ على أن يفتنى كتاب مصنف على أنه من أكثر عشر كتب تأثيرا فى التاريخ، ثم إن نظريتى فى القراءة تقتضى أنه لارجوع عن كتاب قطعت فيه شوطا كبيرا مهما كانت الأسباب، أولا لتفادى خسارة الوقت الذى اجتُز سابقا، وثانيا أننى على يقين أن الصفحات القادمة لابد وأن تنطوى على شيء ما قد يكون مهما أو فكرى تنثال على رأسى بغير هدى من الكتاب، إلى آخره من أسباب.. لكن اتضح أن قراءته أصبحت مستحيلة، لا رغبة إطلاقا، كأنى أقرأ عن أكثر الأشياء التى لا أود القراءة عنها، على الرغم أنه ليست لدى أشياء محظور القراءة عنها، لكن هكذا كان شعورى! كانت أشبه بحرب نفسية، لابد أن ينتهى هذا الكتاب مهما كلفنى، واعتبرت عدم قراءة فرويد خسران مبين (وهذا ما سيتضح عدم صحته فيما بعد) جرى بينى وبين رئيس تحرير مجلة كبرى حديث ما، تطرقت إلى قراءة فرويد، فاحتد غاضبا أن فرويد قد انتهى، نظرياته قد وراها الثرى، راسلت طبيب نفسى كبير وكان هذا أيضا رأيه (وسيتم تفصيل ذلك فيما بعد)!
إذا فلما الشعور بالذنب الثقيل هذا؟، هوّن عليك يا فتى.. لكنى مع ذلك قررت أن أستمر فى قراءته!! ليس لسبب علمى (معرفة علم النفس مثلا) لكن لسبب أدبى (سيتم شرحه فيما بعد)
تحاملت وقرأت، لكن الكتاب يلفظنى من بين دفتيه غير راغب فىّ كما أنى لست راغبا فيه! واليوم قطعت أمرا لا رجعة فيه، لنكف عن هذا الهراء، لنقطع صلة غير مرغوبة من الطرفين، لننهى المعاناة، وما أن أصدرت قرارى هذا حتى شعرت بدفقات من نسائم الحرية تلاطفنى، فتخرج كتب أخرى للنور، لتأخذ حقها المسلوب، منعنى هذا الكتاب من كتب أخرى عظيمة الأثر ظللت أماطلها حتى يأتى يوم فرويد الموعود، لكنه لم يأتِ..
واليوم فقط يتحقق العدل، يذهب فرويد بنظرياته البائسة ليحل محله كتب طالما انتظرتها كثيرا، كأن اليوم قد تكسرت فيه قيودها...مرحى
ــــ
أنا أبدا لا أضيف كتابا لم أكمله فى قائمة قراءاتى، لكن انتصارا لقيم العدل وزهواً بنسائم الحرية سوف أضيفه لقائمة قراءاتى.. وليكن أمراً!
ـــ
إلى الريفيو، (لكن عذرا؛ سأنتقل الآن من الفصحى إلى العامية، لهجة تناسب حالة العبث!) ...
عارف انت الفرق بين العربيتين دول، هو نفس الفرق بين نظريات فرويد اللى انقرضت والنظريات الحديثة اللى قايم عليها علم النفس الحديث،
نظريات فرويد كانت بمثابة اختراع شيء جديد، العالم انبهر بأفكاره وطريقة تحليله، لكن كل دا تهاوى مع تطور علم النفس، وبقت مجرد ذكرى، يعنى لما تقرا فرويد زى اللى بيشترى عربية قديمة لمجرد حبه للتحف..
نظريات فرويد حاليا غير مطبقة فى أى مكان فى العالم غير فى بعض الدول الاسكندنافية، الأطباء بيستخدموا نظرياته، وعلاجه ممكن يستمر سنين!! والأطباء دول من النوع الكلاسيكى البرجوازى اللى غالبا منفصلين فى برج عاجى!
ـــ
قراءة فرويد صعبة لأبعد الحدود، ولك أن تعرف إنه خد جائزة جوته مش فى الطب النفسى لكن فى الأدب، لأسلوبه الفريد فى اللغة الألمانية، ومساهمته فى تطويرها، وطبعا حاجات زى دى بتقلل خوف الألمان من انقراض لغتهم، اللى فعلا على وشك الانقراض!
تأثير فرويد الأعظم هو تأثير أدبى، مش بس لأسلوبه فى اللغة، لكن كمان فيه آراء بتقول إن "تفسير الأحلام" من أهم الأسس اللى قامت عليها الحداثة، خد عندك مثلا، الشعر الحداثى أو الشعر الحر، اللى مليء بالخيالات أشبه بالأحلام، فرويد مثلا لما يفسر حلم ممكن يطلع منه معانى كتير جدا ودا بسبب عنصر التكثيف، والرمزية الشديدة فى الأحلام، ودا الأساس دلوقتى فى كتير من الأشعار، وسبب معاناتنا فى فهمها!
يمكن الجنس استحوذ على تفكير فرويد لأن الجنس من أكتر عوامل الكبت عند الإنسان، واللاشعور بيتأثر أكتر بعوامل الكبت، فبالتالى المشاكل النفسية بيكون سببها الكبت الجنسى، فرويد شايف كدا!
كمان فرويد هو مكتشف سحر السيجار فى فم المرأة ووقعها الجنسى الفج، ودا برضو من صور الحداثة، وبالمناسبة مارلين مونرو كانت إحدى بشائر الحداثة!
ــــ
الترجمة: من النوع اللى شكلها يبهر لكنها خواء تفتقد للبناء السليم، من نوع ترجمة "اللف والدوران"
ــــ
هذا كل شيء.. والسلام
ــــــــــــــــــــ
لماذا كانت كل تلك المعاناة؟!
على مدار شهرين وأنا أقرأ فرويد، فى البداية يمهد لأفكاره بتبسيط لفكرة الأحلام عبر التاريخ مستعرضا خصائصها وظواهرها، مستشهدا بأحلام من عنده وباستخدام قريحة حاذقة يأتى بتفسير مدهش للأحلام غير متوقع على الإطلاق وفى الوقت نفسه لاتملك إلا أن تصدق هذا التفسير العبقرى، فرويد هنا يذكرنى بالشخصيات الكارتونية المتخصصة فى حل الألغاز؛ المحقق كونان، كرومبو.. لكنه أكثر عبقرية!
ـــــ
لكنى توقفت بعد مائتى صفحة تقريبا عن الشعور بتلك الدهشة، حدّت بينى وبينه مسافات فاصلة، فتوقفت عندى الرغبة، ولأننا فى صدد كتاب عن علم النفس، فيمكننا إذا أن نعزو هذا الشعور إلى عامل نفسى لا أكثر، فقط توقفت عن الرغبة، (نحّوا أى سبب ثقافى آخر له علاقة بالقراءة).. ومع ذلك ثابرت، وتصبّرت، شقّ على أن يفتنى كتاب مصنف على أنه من أكثر عشر كتب تأثيرا فى التاريخ، ثم إن نظريتى فى القراءة تقتضى أنه لارجوع عن كتاب قطعت فيه شوطا كبيرا مهما كانت الأسباب، أولا لتفادى خسارة الوقت الذى اجتُز سابقا، وثانيا أننى على يقين أن الصفحات القادمة لابد وأن تنطوى على شيء ما قد يكون مهما أو فكرى تنثال على رأسى بغير هدى من الكتاب، إلى آخره من أسباب.. لكن اتضح أن قراءته أصبحت مستحيلة، لا رغبة إطلاقا، كأنى أقرأ عن أكثر الأشياء التى لا أود القراءة عنها، على الرغم أنه ليست لدى أشياء محظور القراءة عنها، لكن هكذا كان شعورى! كانت أشبه بحرب نفسية، لابد أن ينتهى هذا الكتاب مهما كلفنى، واعتبرت عدم قراءة فرويد خسران مبين (وهذا ما سيتضح عدم صحته فيما بعد) جرى بينى وبين رئيس تحرير مجلة كبرى حديث ما، تطرقت إلى قراءة فرويد، فاحتد غاضبا أن فرويد قد انتهى، نظرياته قد وراها الثرى، راسلت طبيب نفسى كبير وكان هذا أيضا رأيه (وسيتم تفصيل ذلك فيما بعد)!
إذا فلما الشعور بالذنب الثقيل هذا؟، هوّن عليك يا فتى.. لكنى مع ذلك قررت أن أستمر فى قراءته!! ليس لسبب علمى (معرفة علم النفس مثلا) لكن لسبب أدبى (سيتم شرحه فيما بعد)
تحاملت وقرأت، لكن الكتاب يلفظنى من بين دفتيه غير راغب فىّ كما أنى لست راغبا فيه! واليوم قطعت أمرا لا رجعة فيه، لنكف عن هذا الهراء، لنقطع صلة غير مرغوبة من الطرفين، لننهى المعاناة، وما أن أصدرت قرارى هذا حتى شعرت بدفقات من نسائم الحرية تلاطفنى، فتخرج كتب أخرى للنور، لتأخذ حقها المسلوب، منعنى هذا الكتاب من كتب أخرى عظيمة الأثر ظللت أماطلها حتى يأتى يوم فرويد الموعود، لكنه لم يأتِ..
واليوم فقط يتحقق العدل، يذهب فرويد بنظرياته البائسة ليحل محله كتب طالما انتظرتها كثيرا، كأن اليوم قد تكسرت فيه قيودها...مرحى
ــــ
أنا أبدا لا أضيف كتابا لم أكمله فى قائمة قراءاتى، لكن انتصارا لقيم العدل وزهواً بنسائم الحرية سوف أضيفه لقائمة قراءاتى.. وليكن أمراً!
ـــ
إلى الريفيو، (لكن عذرا؛ سأنتقل الآن من الفصحى إلى العامية، لهجة تناسب حالة العبث!) ...
عارف انت الفرق بين العربيتين دول، هو نفس الفرق بين نظريات فرويد اللى انقرضت والنظريات الحديثة اللى قايم عليها علم النفس الحديث،
نظريات فرويد كانت بمثابة اختراع شيء جديد، العالم انبهر بأفكاره وطريقة تحليله، لكن كل دا تهاوى مع تطور علم النفس، وبقت مجرد ذكرى، يعنى لما تقرا فرويد زى اللى بيشترى عربية قديمة لمجرد حبه للتحف..
نظريات فرويد حاليا غير مطبقة فى أى مكان فى العالم غير فى بعض الدول الاسكندنافية، الأطباء بيستخدموا نظرياته، وعلاجه ممكن يستمر سنين!! والأطباء دول من النوع الكلاسيكى البرجوازى اللى غالبا منفصلين فى برج عاجى!
ـــ
قراءة فرويد صعبة لأبعد الحدود، ولك أن تعرف إنه خد جائزة جوته مش فى الطب النفسى لكن فى الأدب، لأسلوبه الفريد فى اللغة الألمانية، ومساهمته فى تطويرها، وطبعا حاجات زى دى بتقلل خوف الألمان من انقراض لغتهم، اللى فعلا على وشك الانقراض!
تأثير فرويد الأعظم هو تأثير أدبى، مش بس لأسلوبه فى اللغة، لكن كمان فيه آراء بتقول إن "تفسير الأحلام" من أهم الأسس اللى قامت عليها الحداثة، خد عندك مثلا، الشعر الحداثى أو الشعر الحر، اللى مليء بالخيالات أشبه بالأحلام، فرويد مثلا لما يفسر حلم ممكن يطلع منه معانى كتير جدا ودا بسبب عنصر التكثيف، والرمزية الشديدة فى الأحلام، ودا الأساس دلوقتى فى كتير من الأشعار، وسبب معاناتنا فى فهمها!
يمكن الجنس استحوذ على تفكير فرويد لأن الجنس من أكتر عوامل الكبت عند الإنسان، واللاشعور بيتأثر أكتر بعوامل الكبت، فبالتالى المشاكل النفسية بيكون سببها الكبت الجنسى، فرويد شايف كدا!
كمان فرويد هو مكتشف سحر السيجار فى فم المرأة ووقعها الجنسى الفج، ودا برضو من صور الحداثة، وبالمناسبة مارلين مونرو كانت إحدى بشائر الحداثة!
ــــ
الترجمة: من النوع اللى شكلها يبهر لكنها خواء تفتقد للبناء السليم، من نوع ترجمة "اللف والدوران"
ــــ
هذا كل شيء.. والسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.