My rating: 3 of 5 stars
دى بقا مجموعة "نظرة"، قصة نظرة اللى درسناها في ثانوى.
لما انسى اسم المجموعة (أرخص ليالي) أفتكر نظرة.
القصة دي رغم قصرها فهى مثل رصاصة بحق، على وصف يوسف إدريس، إلا إن فيها حاجة:
بحس إنها مثلا هى الإعلان العالمي لحقوق الطفل، دستور الطفل فى العالم، مفيش مادة دستورية تقدر تعبر عن حقوق الطفل زى القصة دى. هى صرخة طفل عجز عن التعبير، فتولّى أمره واحد بإنسانية وأدب يوسف إدريس.
يمكن تقسيم المجموعة لجزأين: -جزء القصص فيه عادية، ينتمى –غالبا- لبدايات يوسف إدريس الأدبية، الوصف فيه إلى حد ما ضعيف.
-والجزء الآخر مكتوب بحرفية شديدة، قدرة عجيبة على الوصف، اقتناص لحظات من صعوبتها أحيانا لا أتمالك نفسى من الضحك، أو من الإندماج لدقة الوصف، لدرجة إنى بحس إن الأحداث ماثلة أمامي، ودا جزء من عبقرية يوسف إدريس، وصف هايل، والغريب إن عنده القدرة دي في أي موقف تقريبا وأي بيئة؛ فلاحين، موظفين، أطباء... لكن طبعا يوسف إدريس أكثر خبرة فى حياة الفلاحين والمهمشين بحكم بيئته الأولى، هو من فاقوس، على بعد ساعة من هنا – زقازيقنا :)
أكثر ما يميز المجموعة هى روحها الخفيفة اللى أحيانا طغت على الفكرة أو القضية، فلا تتعدى أكثر القصص عن كونها محبوكة كويس والوصف فيها مضبوط جدا، ودمها خفيف، لكن لغياب نظرة فلسفية أو مغزى ما فالقصة بمجرد ماتنتهى ينتهى تأثيرها، والآن لا أتذكر إلا القليل من القصص. وربما لاختيار يوسف إدريس لعناوين قصصه فى كلمة واحدة أثرها في النسيان: الرهان، الأمنية، الحادث، الشهادة...
لكن على أى حال استمتعت، وخاصة بقصص: أبو سيد، الأمنية، الحادث، فى الليل (ملحمة من الضحك :D).. وطبعا، قصة نظرة.
معظم القصص دى يغلب عليها الطابع الفكاهى، يوسف إدريس بارع فيه جدا.
ـــــــــــ
ولا أستطيع هنا أن أتغاضى عما صاحبني من أحداث يوم اشتريت هذه المجموعة؛ فى ميدان المحافظة: الفانتازيا المحيطة بي: احتفالات غوغائية بعيد ميلاد شخص مهم؛ رقص مثل المجاذيب وفاقدى العقول، جنون الرعاع على موسيقى صاخبة (الموسيقى بريئة منها)، طقوسهم فى الاحتفال تشبه طقوس عبادة البقر (رغم أنى لا أعرف ما هى طقوس عبادة البقر)، هذا غير الشيخ المجنون اللى ألهبته الحماسة وأخد يتراقص حتى تمادى فيه وظل يرقص كما الغواني، رغم تجاعيد عمره المديد وجلبابه المهتريء وملامح وجهه الصلدة المخيفة التى لا تشى بأى تفاعل مع الرقص، إلا إن هذا الشيخ كان يردد كلمات التقطها بصعوبة من فم مكبر الصوت البعيد (اللى عند المجاذيب) مع رقصاته الغريبة فى نشوة عجيبة، ورغم إن الجميع كان يبتعد عنه مفضلا تغذية فضوله بعيداً عن رقصه المجنون، إلا أنى، وبدافع من الكتابين اللى فى إيدى، فضّلت أن أتابع عن قرب، وألّح علىّ شعور ما بأن هذه قصة هربت لتوها من بين دفتيّ مجموعة قصصية مكتوبة باحترافية شديدة وكان الأمر بالنسبة لى قصة قصيرة أتابعها بشغف، فلا يجب أن نخشى من أبطال القصص، فكنت الأكثر قُربا منه. كانت تشكيلة عجيبة من البشر؛ المجاذيب الراقصون على خشبة مسرح متهالك يلوّحون بمديات حادة، حولهم فتيات أسرفن فى وضع مساحيق التجميل فكانت ضحكاتهن وهن ممسكات بصورة الرجل المهم تثير فى نفسى الازدراء وما أثاره أكثر عباءاتهن المرسومة بدقة على أجسادهن ما يثير لعاب الكلاب الضالة، الشيخ الراقص، ورجال الأمن الجالسين مستندين على أعقاب أسلحتهم من خلفهم سياراتهم المدرعة، يشاهدون مايحدث فى رضا تام، ينتقلون بأبصارهم إلى الشيخ الراقص فيستحيل الرضا ضحك متتابع، حتى بدت لي أسلحتهم الساكنة وديعة مع ضحكاتهم.. وذهبت أنا بالكتابين مكتفيا بالقصص التى فيهما!
ــــــــــــــــــــ
أليس من الرائع حقا أن تقرأ قصة، أو تشاهدها!
لما انسى اسم المجموعة (أرخص ليالي) أفتكر نظرة.
القصة دي رغم قصرها فهى مثل رصاصة بحق، على وصف يوسف إدريس، إلا إن فيها حاجة:
بحس إنها مثلا هى الإعلان العالمي لحقوق الطفل، دستور الطفل فى العالم، مفيش مادة دستورية تقدر تعبر عن حقوق الطفل زى القصة دى. هى صرخة طفل عجز عن التعبير، فتولّى أمره واحد بإنسانية وأدب يوسف إدريس.
يمكن تقسيم المجموعة لجزأين: -جزء القصص فيه عادية، ينتمى –غالبا- لبدايات يوسف إدريس الأدبية، الوصف فيه إلى حد ما ضعيف.
-والجزء الآخر مكتوب بحرفية شديدة، قدرة عجيبة على الوصف، اقتناص لحظات من صعوبتها أحيانا لا أتمالك نفسى من الضحك، أو من الإندماج لدقة الوصف، لدرجة إنى بحس إن الأحداث ماثلة أمامي، ودا جزء من عبقرية يوسف إدريس، وصف هايل، والغريب إن عنده القدرة دي في أي موقف تقريبا وأي بيئة؛ فلاحين، موظفين، أطباء... لكن طبعا يوسف إدريس أكثر خبرة فى حياة الفلاحين والمهمشين بحكم بيئته الأولى، هو من فاقوس، على بعد ساعة من هنا – زقازيقنا :)
أكثر ما يميز المجموعة هى روحها الخفيفة اللى أحيانا طغت على الفكرة أو القضية، فلا تتعدى أكثر القصص عن كونها محبوكة كويس والوصف فيها مضبوط جدا، ودمها خفيف، لكن لغياب نظرة فلسفية أو مغزى ما فالقصة بمجرد ماتنتهى ينتهى تأثيرها، والآن لا أتذكر إلا القليل من القصص. وربما لاختيار يوسف إدريس لعناوين قصصه فى كلمة واحدة أثرها في النسيان: الرهان، الأمنية، الحادث، الشهادة...
لكن على أى حال استمتعت، وخاصة بقصص: أبو سيد، الأمنية، الحادث، فى الليل (ملحمة من الضحك :D).. وطبعا، قصة نظرة.
معظم القصص دى يغلب عليها الطابع الفكاهى، يوسف إدريس بارع فيه جدا.
ـــــــــــ
ولا أستطيع هنا أن أتغاضى عما صاحبني من أحداث يوم اشتريت هذه المجموعة؛ فى ميدان المحافظة: الفانتازيا المحيطة بي: احتفالات غوغائية بعيد ميلاد شخص مهم؛ رقص مثل المجاذيب وفاقدى العقول، جنون الرعاع على موسيقى صاخبة (الموسيقى بريئة منها)، طقوسهم فى الاحتفال تشبه طقوس عبادة البقر (رغم أنى لا أعرف ما هى طقوس عبادة البقر)، هذا غير الشيخ المجنون اللى ألهبته الحماسة وأخد يتراقص حتى تمادى فيه وظل يرقص كما الغواني، رغم تجاعيد عمره المديد وجلبابه المهتريء وملامح وجهه الصلدة المخيفة التى لا تشى بأى تفاعل مع الرقص، إلا إن هذا الشيخ كان يردد كلمات التقطها بصعوبة من فم مكبر الصوت البعيد (اللى عند المجاذيب) مع رقصاته الغريبة فى نشوة عجيبة، ورغم إن الجميع كان يبتعد عنه مفضلا تغذية فضوله بعيداً عن رقصه المجنون، إلا أنى، وبدافع من الكتابين اللى فى إيدى، فضّلت أن أتابع عن قرب، وألّح علىّ شعور ما بأن هذه قصة هربت لتوها من بين دفتيّ مجموعة قصصية مكتوبة باحترافية شديدة وكان الأمر بالنسبة لى قصة قصيرة أتابعها بشغف، فلا يجب أن نخشى من أبطال القصص، فكنت الأكثر قُربا منه. كانت تشكيلة عجيبة من البشر؛ المجاذيب الراقصون على خشبة مسرح متهالك يلوّحون بمديات حادة، حولهم فتيات أسرفن فى وضع مساحيق التجميل فكانت ضحكاتهن وهن ممسكات بصورة الرجل المهم تثير فى نفسى الازدراء وما أثاره أكثر عباءاتهن المرسومة بدقة على أجسادهن ما يثير لعاب الكلاب الضالة، الشيخ الراقص، ورجال الأمن الجالسين مستندين على أعقاب أسلحتهم من خلفهم سياراتهم المدرعة، يشاهدون مايحدث فى رضا تام، ينتقلون بأبصارهم إلى الشيخ الراقص فيستحيل الرضا ضحك متتابع، حتى بدت لي أسلحتهم الساكنة وديعة مع ضحكاتهم.. وذهبت أنا بالكتابين مكتفيا بالقصص التى فيهما!
ــــــــــــــــــــ
أليس من الرائع حقا أن تقرأ قصة، أو تشاهدها!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.