الاثنين، 23 أكتوبر 2023

أسئلة الهوية بعد فلسطين (تدوينة بالعامية)



كنت فاكر إني مكتفي بذاتي، بطلت يكون لي اهتمام بأي شيء خارج عن إرادتي، لأن اتضحلي إن الخارج عن إرادتي مش هقدر أغيره، وبالتالي الاهتمام بإصلاحه مش هيجيب فايده وحتى الفرح بنتايجه اللي بتمناها فرحة مستحقهاش لأن غيري هو اللي بيتحكم فيها لأغراض معرفش عنها حاجة.  

مكنتش مهتم بتحديد هويتي للأسباب اللي فوق دي، ومكنش فارق معايا... لحد اللي حصل في فلسطين، واترسم خط، شفت ناس كتير برا رايحين الناحية التانية، وغصب عني لقيت نفسي في الناحية اللي قصادها، بقيت شايف الناحية التانية فيها كل شيء كنت بحبه وبحترمه، لأني كنت منبهر بالحضارة الغربية وخدت منها حاجات أنا ممتن لها في حياتي، لحد ما بقت الحاجات اللي فيا دي بتفكرني بالخط الفاصل بينا. ويا ترى الحاجات دي لو اتكلمت كانت هتبقا في أنهي ناحية؟   

لما بحس بشوية أمل وأنا بشوف الناس برا بتحاول تتكلم، يعملوا مظاهرات، يتحركوا في الإعلام رغم الصعوبات... بفتكر أد ايه احنا محتاجينهم ووجودنا بيتحدد بيهم، دلوقتي الأمل الوحيد إنهم يعرفوا يغيروا سياسات حكومتهم... ودا خلا الخط الفاصل عريض أكتر وحسسني بالتبعية رغم الجانب الإنساني في تعاطفهم.  

الإنسانية... في تعليق أونلاين قلت وأنا متعصب "كسم الإنسانية "، فشتمني واحد لأنه فهم إني عدو لها.  

بس اللي أنا شايفه إننا مش محتاجين إنسانية لأن لما تبقا إنسانية الوايت مان أقوى من إنسانيتي، يبقا أكيد الإنسانية مش حيادية وأكيد حاجة تانية غير الإنسانية هي اللي هتحل مشاكلنا.  

يا ترى اللي صكّوا فكرة الإنسانية في عصرنا لو عايشين دلوقتي كانوا هيكونوا في أنهى صف؟   

السؤال دا بقا بيقابلني وانا بستهلك المنتجات الثقافية الغربية، الكتب، مقاطع الفيديو، تويتات... وأحيانا بسمع صوت جوردن بيترسون في الخلفية بيقول   

Give 'em hell  

دلوقتي بفكر في الخروج من السوشيال ميديا ومسمعش أي خبر تاني وأنفصل عن العالم عائدا لمبدئي الأول في الانسلاخ من هويتي وانا معرفش إيه ممكن يجرني لها تاني.

الأحجار الطائرة

للوصول للمدينة الجديدة التي أزورها لأول مرة، حلّت خطاي المحطة التي تبعد عن منزلي ثلاثة أحياء صغيرة وأرضًا صحراوية ناجيةً من آثار التمدن حوله...