My rating: 4 of 5 stars
كتاب سيري جيد جدًا، لكنه مشوّش من الناحية العلمية. قبل قراءته كانت معلوماتي حول داروين طفيفة ومحدودة، لذلك فلا شك أن هذا الكتاب قد أضاف الكثير.
ما توصّلت إليه أن داروين قدّم تفسيرًا هو أفضل التفسيرات المقبولة، وما يتم اكتشافه من حفريات وأدلة جيولوجية وجينية تثبت ذلك يومًا بعد يوم. لا أعرف إذا كان داروين محظوظًا أم لا ليكون واحد من أكثر العلماء المُجابهين وجهًا لوجه لفكرة الإله، ربما وضع نفسه، عن غير قصد، مكانه، ولا أظنه –وهو المتشكك المُتعب الذي تشوشه مثل هذه الأسئلة- يكون راضيًا بهذا الوضع.
في رأيي أن وصوله لهذا التشوش أمر طبيعي بعد إرهاق نفسه بسؤال: "أيكون كل هذا الشر الموجود في العالم من وراءه إله؟"- هذا من أكثر الأسئلة سذاجة على الإطلاق يطرحها الملحدون، لأن وجود إله يجعل من المنطق وجود شر في العالم يُجزى عنه ضحاياه بالخير الأخروي الأزلي حتى تُعطى قيمة لصراع الحياة. وبالتالي فلا تعارض بين وجود الإله والشر معًا في كون واحد. لكن على كل حال لم يكن هذا وحده دافع داروين لمعتقده، بل هوسه بالأدلة المادية وإيمانه بها، في الحقيقة ساعده ذلك كثيرًا على التوصّل لنظريته. لو كان متديّنًا لما تجرّأ.
معاداة داروين أيضًا مثيرة للاشمئزاز (المعاداة الفكرية القائمة على المعتقد) لأنه في النهاية قدّم نظرية علمية مبنية على عشرات السنين من الأبحاث والملاحظات الدقيقة والعمل الجاد، لا من وحي الشيطان، وحتى لو تم انتقاده فلابد أن يكون ذلك من نفس الاتجاه: "جمع الأدلة المادية" ولو تم التوصل لرأي آخر أكثر ترجيحًا فلا أعتقد أن ذلك يسيء لرجل عاش حياته مبُجلًا للعلم والأسلوب العلمي في التفكير والاستقصاء، بل سيُذكر ذلك من مآثره وإسهاماته. أقدم هذا السيناريو فقط لأني مؤمنًا بداروين كعالم لا غير، كرجل اتّبع عقله كغيره من العلماء العِظام، لا بديل إله أو حتى دليل إدانة ضد الإله، وأيضًا أنا لا أجرؤ على انتقاده حتى أكون متبحّرًا في هذا المجال، مثل أن أكون قادرًا مثلًا على نقد النسبية بعد أن أُبحر فيها، وأنا لست متحمّسًا لذلك، حتى وإن كانت قراءة "أصل الأنواع" وفهم نظرية داروين نقطة فاصلة لتحديد موقف محدد من المعتقد أو البت في قضية حسّاسة، فهذا أمر لا يعنيني تمامًا، داروين نفسه مات مُشوّشًا، ولم يكن ملحدًا. لهذا فالقضية أزلية دائمة في الإستمرارية، ربما لم يفعل داروين شيء سوى إيقاظها في رؤوس البعض. رغم أن نظريته كانت في الأساس قائمة على الملاحظة والشغف والتسلسل المنطقي، الأمر الذي قد يستوعبه أي شخص مثلما استوعبها الشغوف رسل والاس، الذي لم يكن متعلمًا ولا مبحرًا في البيولوجيًا، لكنه كان شغوفًا ولديه اهتمامته وطموحاته. لذا فمن لديه الشغف العلمي ذلك فليبحر.
أنا حقًا استمتعت بهذه السيرة اللطيفة.
ما توصّلت إليه أن داروين قدّم تفسيرًا هو أفضل التفسيرات المقبولة، وما يتم اكتشافه من حفريات وأدلة جيولوجية وجينية تثبت ذلك يومًا بعد يوم. لا أعرف إذا كان داروين محظوظًا أم لا ليكون واحد من أكثر العلماء المُجابهين وجهًا لوجه لفكرة الإله، ربما وضع نفسه، عن غير قصد، مكانه، ولا أظنه –وهو المتشكك المُتعب الذي تشوشه مثل هذه الأسئلة- يكون راضيًا بهذا الوضع.
في رأيي أن وصوله لهذا التشوش أمر طبيعي بعد إرهاق نفسه بسؤال: "أيكون كل هذا الشر الموجود في العالم من وراءه إله؟"- هذا من أكثر الأسئلة سذاجة على الإطلاق يطرحها الملحدون، لأن وجود إله يجعل من المنطق وجود شر في العالم يُجزى عنه ضحاياه بالخير الأخروي الأزلي حتى تُعطى قيمة لصراع الحياة. وبالتالي فلا تعارض بين وجود الإله والشر معًا في كون واحد. لكن على كل حال لم يكن هذا وحده دافع داروين لمعتقده، بل هوسه بالأدلة المادية وإيمانه بها، في الحقيقة ساعده ذلك كثيرًا على التوصّل لنظريته. لو كان متديّنًا لما تجرّأ.
معاداة داروين أيضًا مثيرة للاشمئزاز (المعاداة الفكرية القائمة على المعتقد) لأنه في النهاية قدّم نظرية علمية مبنية على عشرات السنين من الأبحاث والملاحظات الدقيقة والعمل الجاد، لا من وحي الشيطان، وحتى لو تم انتقاده فلابد أن يكون ذلك من نفس الاتجاه: "جمع الأدلة المادية" ولو تم التوصل لرأي آخر أكثر ترجيحًا فلا أعتقد أن ذلك يسيء لرجل عاش حياته مبُجلًا للعلم والأسلوب العلمي في التفكير والاستقصاء، بل سيُذكر ذلك من مآثره وإسهاماته. أقدم هذا السيناريو فقط لأني مؤمنًا بداروين كعالم لا غير، كرجل اتّبع عقله كغيره من العلماء العِظام، لا بديل إله أو حتى دليل إدانة ضد الإله، وأيضًا أنا لا أجرؤ على انتقاده حتى أكون متبحّرًا في هذا المجال، مثل أن أكون قادرًا مثلًا على نقد النسبية بعد أن أُبحر فيها، وأنا لست متحمّسًا لذلك، حتى وإن كانت قراءة "أصل الأنواع" وفهم نظرية داروين نقطة فاصلة لتحديد موقف محدد من المعتقد أو البت في قضية حسّاسة، فهذا أمر لا يعنيني تمامًا، داروين نفسه مات مُشوّشًا، ولم يكن ملحدًا. لهذا فالقضية أزلية دائمة في الإستمرارية، ربما لم يفعل داروين شيء سوى إيقاظها في رؤوس البعض. رغم أن نظريته كانت في الأساس قائمة على الملاحظة والشغف والتسلسل المنطقي، الأمر الذي قد يستوعبه أي شخص مثلما استوعبها الشغوف رسل والاس، الذي لم يكن متعلمًا ولا مبحرًا في البيولوجيًا، لكنه كان شغوفًا ولديه اهتمامته وطموحاته. لذا فمن لديه الشغف العلمي ذلك فليبحر.
أنا حقًا استمتعت بهذه السيرة اللطيفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.