My rating: 5 of 5 stars
"إيه يا حلوه"- تشيخوف
إيه يا علم... الكتاب دا حببنى فى العلم أكتر من كلية الهندسة ذات نفسها، و11 سنة تعليم تحت جامعى!
دا أول كتاب أشتريه فى حياتى، من أربع سنين تقريبا، من يومها وهو مركون مهابة لضخامته، لكن كتغيير فى مسار القراءة المعتادة (الإنسانيات) قررت إنى أقراه، وكعادة الأعمال الموسوعية، فالكتاب دا يُفترض إنه غير الكثير من مفاهيمى، وأضاف كذلك صورة واضحة عن مسار العلم وتطورة وفكرتنا عن الكون ونشأته. زيه زى موسوعة فنانون عالميون، فإنه فتح عالم مُبهر يثير الفضول فى تتبعه.
أهمية الكتاب ليست فى كونها معرفة معلوماتية محضة، حتى أنى أكاد أكون نسيت الكثير من المعلومات ولم أفهم بعضها، لكن تظل الصورة واضحة أمامى: تطور النظريات العلمية، طريقة التفكير العلمى وتطوره، شغف العلماء، مُتعة الكشف وقوة الملاحظة، والأهم الأهم، إثارة بعض الأسئلة، وهنا أبدأ نوع آخر من المراجعات، مراجعة علمية:
أفكار على هامش العلم
- كيف نرى الضوء؟
- فكّرت فى الموضوع بنفسى ورجعت لأصله (كيف نرى الأشياء؟) - طبعا معروف إن الضوء يسقط على الأشياء ومن ثم ينعكس ليسقط على حدقة العين ومن ثم نرى صورة الشيء، لكن كيف نرى الضوء نفسه، هل المفروض أن يسقط ضوء على مصدر الضوء ثم ينعكس لنراه؟ (أو بصورة أدق: نرى مصدر الضوء)، ثم وجدت الإجابة أن جوهر العملية هو خروج شعاع ضوئى أيا كانت طريقة خروجه من الشيء سواءًا كان انعكاسا أو خروج من المصدر، فكل الأشياء التى نراها هى فى حقيقة الأمر مضيئة! (فيزياء كلاسيكية)
حين بحثت عن الأمر وجدت أن الإجابة الأدق تتعلق ببحث قام به عالمان فازا عليه بجائزة نوبل 2012، لكنهما استخدما فيزياء الكم بدلا من الفيزياء الكلاسيكية!
الفيديو المتعلق:
http://www.youtube.com/watch?v=2dRr-f...
ــــــــــــــــــ
سؤال آخر:
هل تنعدم الجاذبية فى الفضاء حقا؟
لكن كيف تنعدم الجاذبية فى الفضاء، والكون مليء بالأجسام العملاقة، والتى من المفترض طبقا لقانون نيوتن أن تجذب بعضها البعض بفضل كتلتها الضخمة، فأن تنعدم الجاذبية فى مكان ما فى الفضاء يعنى أنه لا تأثير لهذه الكتل العملاقة!
الغريب أنه تم تلقيننا أنه فعلا لا جاذبية فى الفضاء وأن هذا هو سبب حالة الطفو وانعدام الوزن التى يكون عليها رواد الفضاء!
لكن الحقيقة أن الجاذبية موجودة فى كل مكان فى الكون، وحالة انعدام الوزن التى عليها رواد الفضاء سببها السرعة الكبيرة، بسبب حالة السقوط الحر، مثل انعدام الوزن فى مصعد يتحرك بسرعة لأسفل..
https://www.facebook.com/photo.php?fb...
ــــــــــــــــــ
وهناك الكثير الكثير من الأفكار المهمة.. باختصار، فإن هذا الكتاب ثرى بدرجة كبيرة...
ــــــــــــــــــ
عن "الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم"
بعد قراءة كل هذا الكم من المعلومات والنظريات العلمية، فلا يزال البعض يردد فى فخر بأن القرآن خصص الضياء للشمس، والنور للقمر، معتبرينه (إعجاز علمى)
لا يزال البعض يذكر (دحاها) كإعجاز علمىّ.. والغريب إنى اكتشفت مؤخرا أن الثقب الأسود مذكور فى القرآن! لا زالوا يتحدثون عن كل هذا والعلماء الآن يستطيعون احتجاز فوتون ضوء (جزيء الضوء) ودراسته، العلم الآن يكتشف كواكب آخرى تدور حول شموس بعيدة، العلم الآن يكتشف ويؤرخ للأرض من مليارات السينين...
والغريب إنه لو تم اكتشاف شيئا عظيما فى الغد سيخرج مُرتزقى الإعجاز العلمى بعد غد ليستخرجوه لك من بين آيات القرآن!
لكنهم يجهلون إن إعجاز القرآن ليس علمياً، لأنه ليس كتابا علميا بحال، فكل النظريات المثبتة هى عرضة للنقد والتغيير بسهولة
خالد منتصر يقول فى كتابه "وهم الإعجاز العلمى":
(القرآن كتاب دين وهداية وليس كتاب كيمياء أو فيزياء، وإنكار الإعجاز العلمي في القرآن ليس كفراً ولا هو إنكار لما هو معلوم من الدين بالضرورة، فالقرآن ليس مطلوب منه ولا ينبغي له أن يكون مرجعاً في الطب أو رسالة دكتوراه في الجيولوجيا، والآن نستطيع أن نقول وبكل راحة ضمير وانطلاقاً من خوفنا سواء على الدين أو على العلم أن الإعجاز العلمي في القرآن أو الأحاديث النبوية وهم وأكذوبة كبرى يسترزق منها البعض ويجعلون منها "بيزنس"، وأن عدم وجود إعجاز علمي لا ينتقص من قدر القرآن ككتاب مقدس وعظيم ومعجز أيضا ولكنه إعجاز الأفكار العظيمة التي تحدث عنها، والقيم الجليلة التي بشر بها، والثورة التي صنعها والتي كانت شرارتها الأولى العقل واحترامه وتبجيله، ومن يروجون للإعجاز لا يحترمون هذا العقل، بل يتعاملون معنا كبلهاء ومتخلفين ما علينا إلا أن نفتح أفواهنا مندهشين ومسبحين بمعجزاتهم بعد كلامهم الملفوف الغامض الذي يعجب معظم المسلمين بسبب الدونية التي يحسون بها وعقدة النقص التي تتملكهم والفجوة التي ما زالت تتسع بيننا وبين الغرب فلم نعد نملك من متاع الحياة إلا أن نغيظهم بأننا الأجدع والأفضل وأن كل ما ينعمون به وما يعيشون فيه من علوم وتكنولوجيا تحدث عنها قرآننا قبلهم بألف وأربعمائة ألف سنة،...)
ــــــــــــــــــ
أنا ذكرت نقطة الإعجاز العلمى، لأنى كنت من المقتعين بها، لكن بعد قراءة الكتاب اتضحت مدى سخافة الفكرة، وأنها أوهمتنا كثيراً.. وأن الحقيقة أننا أبعد البشر عن العلم!
ــــــــــــــــــ
فى النهاية، لا أجد ما أقوله لمكتبة الأسرة على إحدى روائعها، ففى الوقت الذى أنهى فيه الكتاب فإنى أرثى لأيام ولت من عمر المكتبة الزاهى، ولا أجد غضاضة من أن أذكر فضل سوزان مبارك فى هذا المشروع الأهم فى تاريخنا الثقافى، فأن تكون زوجة رئيس الجمهورية هى المشرفة على مشروع ما فإن نجاحه يكون حتمياً، فلماذا لا تكون زوجة كل رئيس قادم مسؤولة عن مشروع مكتبة الأسرة، وبالتالى يعطيه ثقل؟ أعتقد أن هذا لو حدث لكان شأن المكتبة عظيما وهاما خصوصا وأن تكون مهمة زوجة الرئيس أمام الجميع هى رعاية المكتبة فقط، فسيعرف الجميع بأهمية الأمر وتتسابق دور النشر فى المشاركة...
ـــــــــــــــــــ
لينك تحميل الكتاب:
http://goo.gl/vFyuJM
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.