- صلّ يا ولدي، فالصلاة راحة للقلوب..
- أمي؟!... آه، وجهي، لماذا تضربيني يا أمي، ولماذا تنصحيني دومًا أن أصلي وأنتِ لم تعرفي ربًا يومًا ولا رسولا، أنتِ لم تعترفي بهما حتى.. ولم تخبريني أين الرب، ولماذا أرى سماواته وبذخ كرمه، وهو لم يرني وجهه حتى؟ لَمْ تشفي صدري يا أمي، أخبريني الآن وفي يدك دم وجهي، ليكن اعترافًا، ليكن اعترافًا بدم، ليكن ما يكون!
- ....
- لماذا تبكين يا أمي؟ أهو مثل أبي الذي غاب ولن يأتي؟ أهذا الدمع من ذاك؟
- يا ولدي كم أنت قاسٍ على أمك، أنت لم تعرفني!
- أين أنتِ يا أمي؟ لماذا لا أراكِ؟ لماذا لا أرى أي شيء؟
- لأنك لم تصلِّ للرب... صلّ يا ولدي ولا تكن كافرًا، حين تصلي سيكون الرب نظرك، ولا تنتظر أمك، قد ماتت ووراها الثرى وصارت من الأرض.
- لكنها لم تخبرني أنها ماتت، ولم تخبرني أين الرب، ولم تخبرني لماذا لم يأتِ أبي.. لماذا تركتني وأنا لا أعرف شيئًا؟
- ....
- أين أنتِ؟
- يا ولدي.. أنت مزعج، أسئلتك كثيرة وتزعجني.
- لكن من أشكو إليه؟.. لم أعد أرى شيئًا، أرى الظلام فقط، هل تذكرين عينىّ، ألا تذكرين أنكِ كنتِ ترين بهما؟
- أنا لم أكن أرى، كنت أُمًّا فقط!
- ولماذا أنجبتيني؟
- الرب.. شاء الرب!
- لكني لم أشأ، ولم يخبرني الرب أنه يشاء، ولم يعطني عينا، ولم يعطني أبا، ثم أخذك يا أمي، ثم صرتِ ترابا..
- أسئلتك تزعج الرب... سيحرقك
- وأنتِ يا أمي هل أحرقك لأنك لم تصلي..
- ...
- أمي، لماذا لا تجيبيني؟
- أنت تؤلمني يا ولدي، وتُذكّرني
- لكنك تألمتي كثيرًا هنا، لماذا يعاقبنا الرب دومًا يا أمي؟
- لأننا لم نصلِّ، هو أخبرني..
- أمي، لماذا صوتك يخنقني؟
- لأنه يخنقني يا ولدي، سأرحل، وتذكر أنني من تراب
- خذيني معكِ يا أمي، سأصلي هناك أمام الرب، سأمجده وأنا أراه
- لا يا ولدي، أنت لم تكتف بعد، عِش حتى الموت، الرب هو الذي سيأخذك.. تلك مشيئته
- لكني لا أشاء يا أمي، لا أشاء... أمي؟
- ...
- هل رحلتِ يا أمي!
- ...
- هل أنت هنا يا رب!
- ...
- هل أتيت يا أبي!
- ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.