مثل فلاح أصيل، كان يريد أن يأخذ الأفضل من كل شيء حتى لو كان في ذلك تناقضًا صريحًا، وبلاه ذلك بمرض الحيرة وتأذى الكثيرون بسببه، فهو جبان لا يجرؤ على التظاهر ولا يستطيع تخيل نفسه بين أيدي رجال الشرطة الأشرار، وحين يستطيع، فإنه يلعن اليوم الذي قرر التظاهر فيه، وعلى الجانب الآخر، فهو جالس بعيدا عن الأعين يمارس حياته بطريقة روتينية هادئة، مبتعدًا عن كل ما يضر أمنه، ولا يجرؤ أن يقرّ هذا مبدئًا لحياته فهو يحيّي الثوار ويجلّهم، ويرقبهم في أمل ورجاء ويتمنى الاستمرار، وفي الوقت ذاته يفكر في طريقة آمنة للوصول إلى عمله غدًا من دون أي أذى، وسيحكي عما جمعه من أخبار لزملائه في حماسة وثورية.