الصفحات

الأحد، 27 يناير 2013


ﺃﺳﻤﻌﻴﻨﻰ ﺻَﻤْﺖ
ﺃَﺣﺎﺩِﻳﺚ ﺍﻟْﻬَﻮَﻯ
ﻭﺍﺟﻌﻠﻴﻨﻰ ﺍِﺳْﻤَﺎ ﻳَﺘَﺮَﺩَّﺩ
ﺑَﻴْﻦ ﺷﻔﺘﻴﮓ !
___
ﻣُﺮْﻫَﻒ ﺍﻟﺴَّﻤْﻊ ﺃُﺣْﺒِﺒْﺖ
ﺍﻟﺮَّﺫَﺍﺋِﻞ / ﺃَﺗَﻨَﺼﺖ ﻋَﻠَﻰ
ﻗﻠﺒﻰ ﻓﻴﺰﺟﺮﻧﻰ : ﻟَﺴْﺖ
ﻣَﻠِﻜُﻚ ﺑَﻞ ﻣﻠﮕﻬﺎ !
___
ﺳﻴﺮﻯ ﺍﻟﻬﻮﻳﻨﻰ ﻭﺍﺗﺮﻛﻰ
ﻟﻰ ﻧِﻌْﻤَﺔ ﺍﻟﺘَّﺄَﻣُّﻞ ﻓﻰ
ﻋﻴﻨﻴﮓ / ﻟَﻮ ﻗِﺪْﺭ ﻟِﻬَﺬَﺍ
ﺍﻟﮕﻮﻥ ﺍِﺳْﺘِﻘْﺒﺎﻝ ﻧَﺠْﻢ
ﺟَﺪِﻳﺪ ﻟﮕﺎﻥ ﻫَﺬَﺍ ﺍﻟﻨَّﺠْﻢ ﺃَﻧْﺖ

الجمعة، 25 يناير 2013

قَبْلُ المَوْتِ بِقَليلٍ



(1)
فى هذا الصباح الباكر والشمس تروى أرضاً تبدو وكأن قدماً لم تطؤها, خرج رجل بدين أشعث الشعر ينفث دخَان سيجارته يلوى فمه النعسان فى وجه الشمس, بدا ضخماً بحيث أن الباب بالكاد يسعه. شعر رأسه الأشعث وقميصه المهتريء والبقع الزيتية التى ملأتها, ووجهه البادى أنه ساخط تماما عن نفسه وعمن حوله؛ من شمس صفراء تجبره على الإستيقاظ مبكراً وصوت العصافير المزعج ورائحة الصباح الكئيب ووجود اثنين فى المنزل يعتقد أنهما سبب بؤسه, كل هذا جعله ساخطاً عن كل شيء. هيئته المزرية منفرة لمن يراه, ومع ذلك فقد تثير فى النفس بعض الشفقة .
نكت عقب السيجارة تحت قدمه بنهم المنتقم يتخيلها أفكاراً سيئة يتمنى أن يقتلها, لكنه لا يلبث أن يتذكر أنها مجرد عقب سيجارة فيلقيها بعيداً بقدمه. حكّ رأسه, فلمعت فى آشعة الشمس دقاقق التراب والقشرة, لوى شفتيه حتى أفصحت عن فم أهتم يقاوم السكرى بزوجين من الأسنان القُلح. استلقى على الأريكة المجاورة للباب وداعبه نعاس الكسل, حتى غفا ونام, نام كثيرا.
(2)

لم يدر إلا بيد أثقل من نومه تحك جسده أو تعجنه, فقام مفزوعاً, فرأى زوجته فى ذيلها طفلها الأبله يتأمل أبيه, يتفحص سمت وجهه الغريب الذى يفر منه دائماً, لم يتخاطبا أبداً, كأنهما غريبان. صاحت زوجته:
- قال تمرجى الصحة إن الولد يلزمه علاج فى المستشفى المركزى, إن تأخرنا فسيموت الولد.
سكتت تنتظر إجابته, لكنه لم يجبها, نظر نحو الأرضية يبحث عن شيء ما, ثم أشار لولده إلى عقب السيجارة الملقى عند عتبة الباب, سار الولد ببلاهة إلى حيث يُشار إليه يضع إصبعه بين شفتيه, بينما كانت أمه تنظر إليهما لاتفهم شيئا ! ثم أعادها لأبيه, انفجرت زوجته فى وجهه :
- إن لم يقتل المرض ابنك فسيقتله برودك أيها الرجل, أى الرجال أنت, أقسم أنك لست رجلاً !
-الولد سليم, لقد أخبرك بهذا حتى يأخذ الحلاوه ! (يتثائب...) كم أخذ منك يا امرأة ! حكّ صدره وهو ينظر إلى ابنه بازدراء, بينما كان الأخير ينظر إلى أبيه بوجل من بين عينيه الساهمتين المعلقتين فى رأسه المطرقة .
ضغطت بكلتا يديها على رأسها المرفوعة نحو السماء وهى تصرخ: سيموت الولد, وأبوه ينام لا يهمه إن عاش ابنه أو مات !
- فأشاح بيده مخاطباً إياها بتبلده المعتاد: ألم ترين كيف ذهب الولد يأتينى بعقب السيجارة, هذا يعنى أن عقله سليم, ومادام عقله سليم فالولد صحيح, العلة فيكى يا امرأة العلل.. ثم قال مصطنعاً انفعالاً لا يليق ببلادته: أخبرينى كم أخذ منك هذا الملعون !
-لم تجد فى حديثه جدوى, فذهبت باكية إلى الغرفة, ابنها ممسك بأطراف جلبابها , كان يسعل بشدة.
وضع راحتيه على حافة الأريكة, تنهد, بدا منزعجاً لأن أحدا عكر لا مبالاته, أو حرك فى ذهنه أفكارا كان يعتقد أن لا أهمية لها. تأمل قدميه المتسختين وأظافر يديه الرمادية المشقوقة, لم يثيرا فى نفسه شيئاً, بحث عن علبة الكبريت, وجد عوداً بجوار النافذة, أشعل عقب السيجارة وخرج, أغلق خلفه الباب فأعتم الدار ولم يُسمع سوى بكاء زوجته وسعال ابنها الأبله. كان الدار خاوياً مظلماً كأنه قبر يُسمع فيه بكاء موتى يعذبون .

(3)

اقتربت مقدمة السيجارة المشتعلة من فمه حتى أحس بحرارتها, فألقاها على الأرض وظل يسير و من خلفه الشمس, فكان يسوق ظله الطويل أمامه أو كان ظله يقوده, لا يعرف إلى أين سينتهى به السير, ظل يمشى يلقى خلفه بكاء زوجته وسعال ابنه الأبله, زاد طموحه أن يلقى خلفه القرية التى بها زوجته, فقطع المزيد من المسافات وخرج بعيدا عن القرية حتى أخرس صوت زوجته, تأمل نفسه ثانية, اعتقد أنه تركها فى الدار مع زوجته الباكية وابنه الأبله, فوجد حشرة تسير على لحيته الكثة, نفضها فثارت بضع ذرات من التراب , سعل وسمع بين سعاله صوت ابنه المريض.
توقفت الشمس فى منتصف السماء, أوى إلى ظل شجرة رمادية الجذع خالية من الأوراق, أغصانها مشرئبة نحو السماء  كأنها منحوتة فى الصخر, استلقى تحتها. سكنت آشعة الشمس بين ظل الأغصان المرتسمة على زيه البالى. حكّ ذقنه ثم أسدل جفونه ونام على جنبه.
ظل نائماً حتى غربت الشمس, فلما استيقظ كان قلبه يدق بعنف وظن لبرهة أن بؤس حياته لم يكن سوى كابوس تحت هذه الشجرة المنحوتة. نفض شعر رأسه من التراب ثم بصق على الأرض, نظر حوله فإذا به السكون يجثم على صدر المكان ترعاه نباتات الصبار المنتشرة من حوله, أمعن النظر محاولاً نفض الظلام عن تلك الجدران القصيرة التى لم يفهم معناها, فرأى صلبانا مادة أذرعتها من تحت الأرض, فجأة تملكه الرعب, واكفهرت فى وجهه السماء, ورأى ظلمة الليل موت والشجرة المنحوتة موت, ونباتات الصبار موت, والصلبان أذرعة الموتى تحت الأرض, اكفهر وجهه وتذكر؛ الله, الحساب, الجحيم, الذئاب, الثعابين, الهياكل العظمية التى تنخرها الديدان, ثم هبطت عليه صورة زوجته وابنه فعاد إليه البؤس الدنيوى الرتيب, حتى نسى أمر الآخرة بل استصغرها أمام هول حياته, فعادت السماء المكفهرة ليل صيفى تزينه بضع نجوم وكواكب, ولم يعبأ بالصبار ولا بالصلبان, ورأى كل هذا عبث خيال , فكر؛ أيعود إلى الدار أم يبقى؟ فعاد إلى الشجرة ونام تحتها .

أنطون تشيخوف - مؤلفات مختارة: المجلد الثاني

أنطون تشيخوف - مؤلفات مختارة: المجلد الثانيأنطون تشيخوف - مؤلفات مختارة: المجلد الثاني by Anton Chekhov
My rating: 5 of 5 stars

Anton Chekhov



حسنا تحلو ببعض الصبر قليلاً!
بعد المجلد الثانى من مؤلفات تشيخوف (قرأت الرابع والثالث والثانى, على الترتيب) أستطيع أن أكتب عنه بدقة.
أولا هناك بديهيات؛ أولها أن تشيخوف من أعظم الكلاسيكيين فى التاريخ.
ثانيها, أنه لم يستطع أحد أن يكتشف حماقة ولا ضعف النفس الإنسانية مثل تشيخوف بتلك العبقرية وهذا الصدق المفجع.
أما ثالث تلك البديهيات, أن تشيخوف هو الوحيد القادر على صياغة قصة كتلك بلا أى تكلف:

"انسحبت كاتيا إلى غرفتها تحبس دموعها, وعندما استلقت على الفراش أجهشت فى البكاء, دخلت عليها صديقتها ناديجدا فوجدتها تبكى, فبكت لها, وقالت : بالله عليكى ياكاتيا, أنت تمزقين قلبى!
وبعد قليل دخلت عليها أمها, وما أن رأتها حتى جثت على ركبتيها وبكت بحرقة ورجت كاتيا أن ترحم قلبها, ولما سمعهم أبوها السيد أجنافيتش: جلس على الكرسى ونأى عنه الكتاب الذى يقرأه, وانهمرت الدموع من عينيه, كان المنزل كله ينتحب لكاتيا المسكينة..."

تلك القصة البسيطة هى صحيح من تأليفى, لكن وحده تشيخوف هو الذى سيبكيك عندما تقرأ مثلها.
أما لماذا تبكى كاتيا, فوحده تشيخوف الذى سيجعل كاتيا أسعد وأرق إنسانة, ثم بواقعية شديدة قاسية, سيجعل كاتيا نفسها تعترف: يا إلهى, كم أنا حمقاء, إن تلك السعادة التى أشعر بها ماهى إلا خواء ماهى إلا سخرية, كم أنا تعيسة!, فى الحقيقة كاتيا هذه هى أنت وأنا هى نحن جميعا, سنكتشف مع أبطال تشيخوف الحقائق الزائفة التى نعيش بها, سنرى هذا الخواء الذى ملأناه بالأكاذيب. قصص تشيخوف ليست مجرد حكايات تقضى معها وقتا لطيفا لتشبع بها شهيتك فى القراءة, ثم تلقيها بعيدا بعد أن منحته خمس نجوم !
حسنا.. فإن هناك فرق شاسع بين قصص تشيخوف وبين قصص التشويق والإمتاع الأخرى التى يُباع منها ملايين النسخ فى العالم, فتلك القصص حتما تشعر وأنت تقرأها بالإثارة والاستمتاع وفضول فى معرفة ماسيحدث فى الصفحات القادمة, وهكذا حتى تنتهى وتخرج منها وأنت مغمور فى بحر من الإنبهار, غالبا ليس إلا انبهار. أما مع تشيخوف فأنا لا أعدك بتشويق أو إثارة بل أنى لا أعدك بأنك لن تشعر ببعض الملل !
لكن الفرق الجوهرى الذى أرمى إليه هو أنك حين تغلق قصة تشيخوف, ستكون خرجت من رحلة داخل نفس الإنسان بما فيها من ملل وسذاجة وقلة حيلة. بل أنه فى إحدى القصص فى هذا الجزء "المبارزة" لم يستغل تشيخوف هذا الحدث فى تشويق قارئه؛ لحظة تحسس الأصابع على المسدسات والتربص للغريم وإطلاق الرصاص وربما أضفى عليها بعض الدماء والصراخ وما شابه, وكلها لحظات تعبأ بالتشويق الروائى, لكن تشيخوف نظر إلى الأمر برمته بطريقة أخرى غير تقليدية؛ لم تكن كاميرا تشيخوف مسلطة على أصابعهم, بل كانت فى أعماقهم تصور هذا الفيض من الأفكار؛ هذا التحول الدراماتيكى الذى حدث للعدو اللدود فون كورين, وكذلك حالة اللامبالاة للايفسكى, الذى اضطررته أنفته أن يخوض المبارزة التى دعا إليها عالم الحيوان فون كورين. فقام تشيخوف بتحليل نفسى عميق لتلك الأفكار المعقدة بفلسفة راقية, هذا التطابق الكبير بين انفعالاتنا الحقيقية وانفعالات أبطاله يجعلك تشعر أنك هو ذلك البطل .
تلك اللغة الشيقة التى يستخدمها تشيخوف وهذه الترجمة البارعة, والحوارات الفلسفية بين أبطاله حول الإنسان وسعادته حول الطبيعة والجمال حول العلم والثقافة, جعلتها تبدو أشبه بمحاورات أفلاطونية لا مجرد قصص وروايات, لو بيدى الأمر لأقررت قصص تشيخوف فى كليات علم النفس والفلسفة, ولكفت دراستها !
إن تشيخوف لا شك هو واحد من أعظم الكتاب فى التاريخ, بالنسبة لى هو أعظمهم على الإطلاق, ولا ينال هذا اللقب إلا من يستطع أن يعبر عن نفس الإنسان وأفكاره, بصورة تجعل العالم كله يُجمع أنه نجح فى هذا. فقد نجح تشيخوف فى جمع شتات بنى البشر الذين فرقتهم اهتماماتهم وأهدافهم وأنستهم هدف الإنسان, حتى إنك لا تفرق فى أبطاله بين الرجل والمرأة بين الإنسان الروسى والعربى, لأنه يعبر عن الإنسان وحسب ! وجعلنا جميعا أبطالا لقصصه فتبدو لنا أن مشاكلنا ومعاناتنا واحدة, فتشير إلى هذا البطل أو ذاك, وتقول بأسىً: هذا أنا, فتنكشف حقيقتك وتبدو لك نفسك عارية من الزيف. هذا الزيف الذى نضفيه على حياتنا, غالبا عن جهل, يمنحنا بعض السعادة لأننا لانعرف الحقائق القاسية. لا يكتفى تشيخوف بالبحث عن هذه الحقائق ثم يتركك تعانى لأن أفكارا جديدة قد اكتسبتها. لكنه كما قدم العقدة قدم الحل. هناك فكرتين مقدستين عند تشيخوف؛ العقل والعمل, تدور كل قصصه تقريبا حول هاتين الفكرتين, ما أن تمزجهم فى قالب واحد حتى تستطيع بسهولة أن تعرف فلسفة تشيخوف: "اعمل مايمليه عليك عقلك" . فيدعوك تشيخوف أن تعد عقلك لتلك المهمة, لذلك فإنه دائما كان محاربا لقوى الجهل والظلام والابتذال. يقول الأديب الروسى مكسيم جوركى عن تشيخوف:

"لم يدرك أحد بمثل هذا الوضوح والرهافة, كما أدرك تشيخوف, مأساوية توافه الحياة, ولم يستطع أحد قبله أن يرسم للناس بهذا الصدق الذى لا يرحم صورة مشينة وكئيبة لحياتهم فى الفوضى الكابية للواقع اليومى العادى التافه .
كان الابتذال عدوه, وقد ناضل ضده طوال حياته, وهو الذى سخر منه وصوره بقلمه الرصين الحاد, وكان قادرا على اكتشاف عفن الابتذال حتى هناك, حيث يبدو للوهلة الأولى أن كل شيء مرتب جيدا, بصورة مريحة, بل وحتى باهرة ..."

فى قصة "عنبر رقم 6" (تشبه إلى حد كبير قصة "الراهب الأسود") يصور تشيخوف تلك القوى المبتذلة التى شق عليها رؤية النور بعد أن غرقت فى وحل الظلام, وأصبح مجرد إشعال مشاعل العقل قد تصيب عيون جهلهم بالعمى, فتزج بكل من يحاول أن يكون مختلفا عنهم فى مستشفى الأمراض العقلية, حينها يصبح المفكرون والعقلاء, فى نظر هؤلاء الجهلاء, مجانين, ويصبح العالم كله منقسما إلى عنبر رقم 6 وأطباء يعالجون جنونهم !

لن يرهقك تشيخوف فى كشف فلسفته , لن تلجأ للمعاجم وكتب النقد وآراء (الكبار) حتى تستطيع أن توجه إنفعالاتك كما يجب أن تكون من وجهة نظر هؤلاء, لن تلجأ أبدا لفك شفرات ورموز مليئة بالإسقاطات المتشابكة حتى تخرج بفلسفته, فاللغة عند تشيخوف تسير إلى حيث تسير فلسفته, لا العكس .
دعونى أخبركم, أنه قبل قراءة تشيخوف (وبالطبع تشيخوف يمثل نقطة تحول فى حياتى) لم تكن لدى تلك النظرة التى أتحلى بها الآن, سترى الناس بطريقة مختلفة تماما, سيكون لديك موهبة: أسميها: موهبة اكتشاف الظلم, أن تدرك أنك مظلوم, فهذا شيء قد يكون عاديا, لكن أن تعرف كم هو مظلوم كل إنسان أن تقدّر الظلم الذى يقع عليه (من الناحية النفسية لا المادية) فتلك موهبة سيمنحها لك تشيخوف, ستصيغها بطريقة فلسفية, لأنك ستعرف ماذا تخفى هذه الوجوه الساخطة على الحياة, ستنفذ إلى نفوسهم وتكتشف هذا الضعف والقصور, عندما كنت أقرأ تشيخوف كانت دائما تلك الآية تتردد فى ذهنى:

إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا

فكرت: يالا حماقة الإنسان وجهله, على أى شيء يسعى فى الدنيا. هل نحن حقا نقوم بحمل هذه الأمانة. والخواء والأكاذيب التى ملأت حياتنا كيف ستنتصر للأمانة. من تلك الحقيقة كان بؤس الإنسان وشقائه, اكتشفت أن لا أحد سعيد, السعادة التى نتمناها -السعادة الفردوسية- لا وجود لها, فنت أقلام الفلاسفة فى تعريفها مجرد تعريفها لكنهم حتى, ويا لابؤسهم, لم يتفقوا على تعريف واحد لها.
.....
مكتوب على أغلفة سلسلة الأدب من مكتبة الأسرة هذه العبارة, تعريفا بالسلسلة: "تعنى بنشر النصوص المتميزة فى الشعر والنثر والنقد الأدبى من أجل إثراء خبرة القارئ وتنمية وعيه الأدبى والسعى إلى نشر القيم الجمالية التى تحقق المتعة والفائدة فى آن "
لم أدرك معنى هذه العبارة إلا حينما قرأت تشيخوف .


View all my reviews